- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مقالة بي بي سي التي تبحث في جاذبية ما تصفه بـ"الجهاد العنيف" تكشف عن تحيزها
(مترجم)
الخبر:
تروج هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) اليوم لمقال بعنوان "الجاذبية الدائمة للجهاد العنيف" والذي كتبه مراسلها الأمني فرانك جاردنر.
التعليق:
إنها بروباجاندا مكتوبة بشكل جيد تتبع بدقة صيغة بي بي سي التي تسمي فيها أعمال العنف والقتل جهادا، فيما تتنكر لأية فرصة تظهر فيها المعنى الحقيقي للجهاد في الإسلام. إنه لأمر خادع للغاية تقديم وجهة نظر مستوحاة من الغرب حول ظاهرة استهداف المدنيين في الهجمات التي أصبحت شائعة منذ أن شنت الدول الغربية حربها على الإسلام، والتي أطلقوا عليها اسم الحرب على (الإرهاب). ومع ذلك، فإن هذه المقالة، وجميع مقالات بي بي سي الأخرى حول هذا الموضوع، تتجاهل باستمرار حقيقة أن الجالية المسلمة قد أدانت باستمرار ورفضت قيام الأفراد السذج بمثل هذه الأعمال العنيفة، كونهم بذلك يساعدون الإعلام الغربي في تصوير جميع المسلمين كمجرمين عنيفين. علاوة على ذلك، وعلى الرغم من محاولات تصحيح رواية البي بي سي، إلا أنهم يرفضون بعناد السماح بنشر النقاشات المستنيرة التي تدور بين المسلمين فيما يتعلق بالجهاد. والواقع أن بي بي سي هي المروج الرئيسي لفكرة كون الجهاد هجمات عنيفة على المدنيين، من غير الجالية المسلمة.
الدعوة والجهاد كانا، وسيظلان دوما أساس السياسة الخارجية للدولة الإسلامية الخلافة على منهاج النبوة. فبها تُحمى الدعوة العالمية التي تظهر عوار الأنظمة الفاسدة والقمعية التي تحاول (بي بي سي) حمايتها. ولذلك تُحجم بي بي سي عن عرض أية مناقشة عامة حقيقية ومعقولة حول دور الجهاد بناء على دراسة إسلامية حقيقية.
إن إثارة البي بي سي الرعب في قلوب جمهورها لجعلهم يخافون باستمرار ولا يثقون بالمسلمين يخدم هدفهم في وضع العقبات في طريق الدعوة للإسلام، ويضع الجالية المسلمة تحت مزيد من الضغوط لتتبنى المزيد والمزيد من العلمانية خوفا من أن توصم بما تحب بي بي سي إطلاق اسم (الإرهاب) عليه.
ومن المفارقات أنه لا يبدو بأن مقالة بي بي سي الحالية تلاحظ التناقض بين دعم الحكومة البريطانية للأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية، والتي تعتبر بي بي سي دعائية لها، ومعارضتها المزعومة للهجمات العنيفة ضد المدنيين. "هناك سبب يجعل الشرق الأوسط منذ فترة طويلة المصدر الأساسي للجهادية العالمية. تميل الأنظمة الفاسدة غير الديمقراطية والقمعية في كثير من الأحيان إلى إخفاء المعارضة السياسية السلمية تحت الأرض... وسيتطلب الأمر حكومة أفضل وأكثر عدالة، تزيح أولئك الذين يسوقون الناس نحو العنف الذي يدمر حياة الكثيرين".
بالتأكيد، إذا كانت (بي بي سي) قلقة حقاً بشأن العنف كما تدّعي، فإنها ستكون مستعدة لاستضافة نقاش حقيقي حول الأسباب الجذرية له، والحل الإسلامي لقيادة أفضل، عوضا عن تخويف جمهورها الكبير من أجل قبول ذليل بالوضع الراهن العلماني.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا