- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إيران في خدمة السياسة الأمريكية
الخبر:
انتهى مؤتمر وارسو لـ"تشجيع الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط"، بعد ظهر أمس، ببيان ختامي شددت فيه الدولتان الراعيتان، أمريكا وبولندا، على ضرورة أن "يؤسس هذا المؤتمر للاستقرار في الشرق الأوسط"، ودعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى التعاون للتوصل إلى اتفاقية عالمية حول تهديدات إيران، مشيراً إلى أن "التحديات لن تبقى في الشرق الأوسط، بل ستتجه إلى أوروبا والغرب"، في حين قال وزير خارجية بولندا ياتسيك تشابوتوفيتش: إن "تدخلات إيران في سوريا تؤثر سلباً في المنطقة". (الشرق الأوسط)
التعليق:
أولا: يأتي هذا التوتر في السياسة الحالية لأمريكا التي تستخدم كل الأوراق والأدوات لتحقيق مصالحها في العالم، ولا شك أن إحدى هذه الأوراق هي إيران التي خدمت - ولا زالت - تخدم أمريكا بعيدا عن الظاهرة الصوتية والتوتر الإعلامي في الأخبار. وفي الحقيقة إنني استغرب كيف لا زال البعض يظن أن إيران مصدر تهديد سواء لأمريكا أو حتى لكيان يهود، وهي تتلقى منه الضربات تلو الضربات في الشام بدون رد فعل أو حتى الدفاع عن النفس بالرغم من هدير الأصوات الهجومية الكلامية فقط!
ثانيا: لقد كان الحديث عن ارتباط الثورة بأمريكا في بدايتها محل استهزاء وتندر من بعض السياسيين أو المضبوعين بإيران، وكان حزب التحرير هو من كشف هذا الأمر في بدايته وأعلن عنه بوضوح في كشفه لخطط الغرب الكافر وأدواته في المنطقة، واليوم تزخر الأخبار عن حقيقة علاقة الثورة بأمريكا منها على سبيل المثال ما نشرته هيئة الإذاعة البريطانية BBC سلسلة وثائق تاريخية لأول مرة، تكشف حقيقة رسالة مرشد الثورة الإيرانية السابق ومؤسس الجمهورية (الإسلامية) آية الله الخمينى للرئيس الأمريكى جون كنيدي، واللقاءات السرية بين مبعوثي جيمي كارتر ومستشار الخميني 1979 في باريس، قبيل الثورة بأسابيع قليلة، والتنسيق الكامل بين الإدارة الأمريكية والخميني، للاستحواذ على مقاليد الحكم في إيران، وعبرت الوثائق عن دعم الخميني للمصالح الأمريكية في إيران.
ثالثا: لقد قابلت إيران الانتقادات الدولية التي وُجِّهت لها بسبب انتهاكاتها للاتفاق النووي وأدوارها السلبية في المنطقة بشن حملة مضادة ضد أمريكا والدول الأوروبية، بل وتعمدت الإعلان عن إنتاج صاروخ باليستي جديد يصل مداه إلى ألف كيلو متر، وهو صاروخ "دازفول" (أرض-أرض)، الذي تدعي أن قدرته التدميرية مضاعفة، رغم أن معظم ما كشفت عنه إيران من صواريخ باليستية لم يتعرض لاختبارات حقيقية تثبت صحة مثل تلك الادعاءات.
بل وسبق لها الكشف عن بعض القواعد والمصانع الخاصة بالصواريخ الباليستية في إحدى قواعدها الصاروخية التي أسستها تحت الأرض في 5 كانون الثاني/يناير 2016، عندما تصاعدت حدة التوتر في العلاقات مع أمريكا التي هددت في ذلك التوقيت بفرض عقوبات خاصة ببرنامجها للصواريخ الباليستية، حيث قام رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني بجولة داخل تلك القاعدة التي كانت تضم صواريخ يصل مداها إلى 1700 كيلو متر.
وكل هذا الأمر ينسجم تمام الانسجام مع سياسة أمريكا في استخدام إيران كقوة بدور معين في مناطق معينة خاصة وأن هذه الصواريخ قادرة على ضرب أوروبا وإيجاد المبرر لبقاء أوروبا تحت المنظومة الأمنية الأمريكية بحجة الخطر الروسي والإيراني، حيث قالت أنييس فون دير المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن "فرنسا تُذكِّر بأن البرنامج الصاروخي لا يتفق مع قرار مجلس الأمن رقم 2231"، مطالبة إيران بالتوقف عن كل الأنشطة الخاصة بهذا البرنامج.
هذا من جانب، ومن جانب آخر تهديد الخليج وابتزاز الأموال (سياسة ترامب في ابتزاز الخليج) بحجة حمايته من خطر إيران على أنظمة الخليج؛ مما يجعلها تدفع له مقابل خطر مزعوم وتشتري الأسلحة الأمريكية، وإيران تدرك هذا وتقوم به طواعية في خدمة المصالح الأمريكية في الوقت الذي يراه بعض المغفلين أنه تحدٍّ منها لأمريكا، وأمريكا تغض النظر عن التمادي العسكري الإيراني وتقوم بنشر الأخبار وتهويلها وتضخيمها وتجعلها خطرا آنيا في الوقت الذي تعاني فيه من مشاكل داخلية وأزمات حقيقية وانتكاسات غير مسبوقة... لكنها سياسة العدو الوهم!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان
وسائط
1 تعليق
-
تحليل سياسي مميز بارك الله فيكم ونفع بكم