الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
القمع في شبه جزيرة القرم: مواقف ووقفات في ظل القرآن الكريم (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

القمع في شبه جزيرة القرم: مواقف ووقفات في ظل القرآن الكريم

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في 27 آذار/مارس 2019م كانت هناك 26 عملية بحث في شبه جزيرة القرم التي هي تحت السيطرة الروسية الجنائية، وألقي القبض على 23 مسلما، بتهمة الانتساب لحزب التحرير. (ATR)

 

التعليق:

 

في كل مرة يواجه فيها المسلمون مثل هذه المحاكمات والصدمات يبدأ الناس في التفكير في أسباب ما حدث، والبحث عن طرق لمواجهة مثل هذا القمع وتقليل الأضرار الناجمة عنه.

 

ومن الطبيعي أن تثير هذه الصدمات مشاعر المسلمين وأقربائهم وأصدقائهم، هذا أمر طبيعي ولكن يمكن أن يؤدي إلى حالة ينسى فيها الناس المعيار الحقيقي لتقييم هذا القمع ويلجؤون إلى الانفعالات والعواطف.

 

لذلك من المهم جدا في مثل هذه الحالات أن نذكر أنفسنا بانتظام والمسلمين الآخرين بالسبب الحقيقي وراء ما يحدث لتجنب اليأس، والوهن والضعف.

 

أما بالنسبة للتقييم الحقيقي فهو وارد فقد ذكره الله في كتابه الكريم في سوره الرعد، يقول الله عز وجل: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.

 

أيها الإخوة والأخوات الأعزاء: دعونا نتذكر بعض آيات القرآن الكريم، التي تشرح لنا جوهر مثل هذه الأحداث والمواقف التي تبناها المسلمون بينهم وبين أعدائهم الكفار.

 

حالة الصراع الدائمة بين الإيمان والكفر مذكورة في الآية التالية: ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾.

 

والأسباب التي تدعو إلى دوام الصراع وهجمات الكفار، وروسيا وعملائها في هذه الحالة، مذكورة في الآية التالية: ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾. ويقول الله عز وجل في آية أخرى: ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.

 

أما بالنسبة لموقف المسلمين فقد جعل الله التمسك بالحق والصبر على الصعوبات التي تواجههم في هذا الطريق سنة الحياة.

 

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ﴾.

 

ويقف المسلمون ويواجهون إساءات الكفار، واتباع الحق الوارد في الآية الكريمة: ﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾.

 

وإضافة لذلك يأمر الله المسلمين بنصرة دينهم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ﴾.

 

هذا هو موقف المسلمين ومزاياهم التي ذكرها الله في القرآن.

 

عندما ننظر إلى وقفة المسلمين في القرم، تتار القرم الذين يواجهون هذا القمع من السلطات الروسية نرى كيف أن مئات وحتى آلاف من الناس يدعمون علنا الإخوة المعتقلين، أما بالنسبة للدعم المخفي وغير العلني فهو أكثر من ذلك بكثير، ولا ينظر إلى هذا الدعم في شاشات التلفزيون ووسائل الإعلام لأنه مخفي، ولكن المسلمين يعرفون ذلك والكفار لا يعرفون ويعتقدون أنهم أجبروا جميع الناس على الخوف.

 

أما عن الطغاة وأتباعهم فإن الله يقول عنهم في سورة البقرة: ﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ﴾.

 

في سورة إبراهيم يعلمنا الله أن جميع جرائم الطغاة تخضع لسيطرة الله الكاملة وأنه يؤخر هزيمتهم الساحقة حتى يوم معين ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ﴾.

 

ومن السيئ أيضا أن نذكر أن المجرمين مع حزام الكتف وثوب القاضي من بين ما يسمى مؤسسات إنفاذ القانون والقضاة، ومما لا شك فيه أنهم سوف يصابون بالمرض والفقر والفشل في هذه الحياة بعد أن يستجيب الله أدعية الناس الذين ظلموهم، بالإضافة إلى ذلك سيتم عقابهم في يوم القيامة.

 

في هذا الصدد، ينبغي أن نذكر أيضاً الخونة الجبناء من أبناء المسلمين بين قادة المنظمات الروسية والإدارات الشرعية الإسلامية التي تبرر للسلطات الروسية ارتكاب جرائم ضد المسلمين، حجتهم الرئيسية هي "لقد حذرنا وتم حظر مثل هذه الأنشطة وفقاً للقانون الروسي".

 

هؤلاء الناس يشلهم الخوف بطريقة لا يحكمون فيها وفقا للقرآن والسنة، في حين إن المسلمين حملوا الدعوة الإسلامية، واهتموا بالعائلات المسلمة، ورفضوا التعاون مع الوكالات الروسية الخاصة ومن خلال تسليط الضوء على القمع الروسي في وسائل الإعلام، ويعتبر هؤلاء الخونة الدستور الروسي وقانون العقوبات الخاص به شريعة، ولكن يجب أن يعرفوا أن ضعفهم وخوفهم من السلطات الروسية القمعية لن يكون مبررا لهم بين يدي الله يوم القيامة كما يقول الله في سورة النساء: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً﴾.

 

هذه هي مواقف الأطراف المتواجهة في هذا الصراع، وينبغي لنا أن نذكر أنفسنا والمسلمين الآخرين من أجل التغلب على هذه المحاكمة.

 

يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الذاريات: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فضل أمزاييف

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا

آخر تعديل علىالإثنين, 01 نيسان/ابريل 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع