- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
صم بكم عمي عن محنة الإيغور
(مترجم)
الخبر:
تهرب رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من سؤال حول احتجاز ما يصل إلى مليوني مسلم في منطقة شينجيانغ بغرب الصين، قائلاً إنه "لا يعرف الكثير" عن هذه القضية.
في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز نشرت يوم الأربعاء، تم استجواب زعيم الأمة ذات الأغلبية المسلمة حول موقفه من مراكز الاعتقال الجماعي حيث تم إرسال العديد من الإيغور من الأغلبية المسلمة في الصين. يقول النشطاء والمعتقلون السابقون إن المعسكرات مصممة للقضاء على ثقافة الإيغور والممارسات الدينية الإسلامية.
وقال خان الذي تعد حكومته أحد المستفيدين الرئيسيين من المساعدات الصينية "بصراحة، لا أعرف الكثير عن ذلك". (سي إن إن 29 آذار/مارس 2019)
التعليق:
بالنسبة لقائد بلد مسلم لديه الكثير من الأعمال المشتركة مع الصين، ولديه رعايا اختطفوا كونهم أفراداً من الإيغور أو حرموا من السفر مع أزواجهم إلى باكستان، بالإضافة إلى أنه يستطيع الوصول إلى الأخبار بقدر ما يفعل أي شخص آخر، فلماذا ينكر رئيس وزراء باكستان معرفته بمعاملة مسلمي الإيغور في الصين، ليس للمرة الأولى بل للمرة الثانية عندما يُسأل مباشرة في مقابلة؟!
في شباط/فبراير نددت تركيا بالمخيمات، ووصفتها بأنها "عار كبير على الإنسانية". وقد امتنعت الدول الأخرى ذات الغالبية المسلمة التي تربطها صلات اقتصادية ودبلوماسية وثيقة مع الصين - بما في ذلك السعودية وماليزيا وباكستان بشكل كبير - عن التحدث علانية. إن استجابة قادة المسلمين في محنة الإيغور ليست مفاجئة لأنهم عمي وصم وبكم حول وضع الأمة. وإذا ذكروا ذلك لا يقومون بأي شيء. حبهم لمناصبهم وصورتهم بأنفسهم وأموالهم هو دافع يفوق بكثير أي ذرة من الإنسانية أو الشعور بالمسؤولية.
على الرغم من أن العديد من الشهود من داخل المخيمات يصفون المرافق التي تشبه السجون، والإيذاء الجسدي والعقلي، والدروس المستعارة الإجبارية في دعاية الحزب الشيوعي التي عممتها وسائل التواصل وبعض وسائل الإعلام الرئيسية، إلا أن زعماء المسلمين ينكرون أو يدفعون خدمة شفهية ويواصلون تعاملاتهم مع الصين ولا يشعرون بالخجل من ذلك!
بين عامي 2008 و2017، اشترت إسلام أباد بأكثر من 6 مليارات دولار من الأسلحة الصينية، وفقاً لما ذكره مركز أبحاث CSIS. كما استفادت باكستان بشكل كبير من الإنفاق على البنية التحتية الصينية، كجزء من مبادرة الرئيس شي جين بينغ العالمية للحزام والطريق، وهي واحدة من أكبر المشترين الصينيين للأسلحة.
اليوم تتطلع الأمة إلى رؤية أمثال محمد بن القاسم أو صلاح الدين الأيوبي رحمهما الله. على الرغم من أنهم لم يعيشوا في الأراضي التي حرروها، السند والقدس على التوالي، فإن رؤيتهم لم تكن قاصرة على مصالحهم أو أي صفقات مع الكافر الذي يحاول ارتكاب إبادة جماعية للمسلمين.
جاء محمد بن القاسم من الطائف وصلاح الدين الأيوبي من العراق. ما مقدار المعلومات والمعرفة والتفاصيل التي احتاجوا إليها للتقدم والتحرك للدفاع عن المضطهدين؟! بمجرد سماعهم عن سجن وتعذيب المسلمين حركهم إيمانهم واهتمامهم بالمسلمين في أراض بعيدة ودفعهم إلى تطبيق الحل الإسلامي للمشكلة؛ الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى.
لا يمتلك القادة اليوم قيوداً على المعلومات، لكن الحد من تصرفاتهم اليوم إنما هي للحفاظ على الذات والمال والدبلوماسية للمصالح، كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا»، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ»، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ».
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نادية رحمان