الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
متى ستأخذ الثورة في قرغيزستان طريقها الصحيح؟

بسم الله الرحمن الرحيم

 

متى ستأخذ الثورة في قرغيزستان طريقها الصحيح؟

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

في 9 نيسان/أبريل، ذكرت خدمة إذاعة ليبرتي القرغيزية بأنه: "في 7 نيسان/أبريل 2010، حدثت ثورة في قرغيزستان، والتي أسفرت عن إقالة الرئيس كورمانبيك باكييف وأقربائه.

 

قام ممثلو قيادة البلاد برئاسة الرئيس سورونباي جينبيكوف، وكذلك الرئيسة السابقة روزا أوتونباييفا، بزيارة مجمع أتا-بيت التذكاري، حيث كرموا ذكرى القتلى في تلك الأحداث.

 

أقيم الحدث المكرس لذكرى الضحايا في بيشكيك أمام مبنى المنتدى الإعلامي، وهو مقر الحزب الاجتماعي الديمقراطي في قرغيزستان. في هذا الاجتماع، انتقد الرئيس السابق ألمازبيك أتامباييف السلطات.

 

نتيجة لهذا الاجتماع، تم اعتماد حلول وتقديم عدد من المطالب إلى قيادة البلاد. وعلى وجه الخصوص، تم الإعلان عن تنظيم تجمع مماثل آخر خلال شهرين، وفي حالة عدم الامتثال للمطالب، ستحدث أحداث واسعة النطاق".

 

التعليق:

 

تشكلت قرغيزستان بحدودها الحديثة بعد ثورة 1917 في روسيا، ثم جمهورية قرغيزستان الاشتراكية السوفياتية داخل الاتحاد السوفياتي. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، في عام 1991، أعلنت قرغيزستان "الاستقلال" الرسمي عن موسكو، وأصبح أسكار أكاييف أول رئيس لقرغيزستان.

 

تميز حكم أكاييف، على عكس جيرانه، حكام آسيا الوسطى الطغاة (الذين تشربوا الطغيان القاسي وخلقوا طوائف شخصية)، بآراء أكثر ليبرالية. سمحت السلطات في البلاد بنظام متعدد الأحزاب. حصل بعضهم على حوافز مادية وتنوير ثقافي من الغرب. نظراً لاختراق أفكار "حقوق الإنسان" و"حرية التعبير"، شرع الشباب والنخبة في مسار من القيم الديمقراطية، وأصبحت قرغيزستان وكأنها جزيرة ديمقراطية في بحر من الطغيان والدكتاتورية.

 

في ربيع عام 2005، حدث ما يسمى بـ"ثورة الزنبق". تم طرد أكاييف باستخدام عدد قليل من الضحايا، وحل محله الرئيس الجديد كرمانبيك باكييف. عانى باكييف من مصير مشابه لأكاييف، بعد ثورة ربيعية أخرى في عام 2010. تم اختيار امرأة في منصب رئيس الدولة المؤقت، روزا أوتونباييفا، وفي خريف عام 2011 بعد الانتخابات، أصبح ألمازبيك أتامباييف رئيساً للبلاد. وفي الانتخابات التي تلتها في خريف عام 2017، أصبح سورونباي جينبيكوف رئيساً لقرغيزستان.

 

نرى أن شعب قرغيزستان قد فهم أن السلطة في أيدي الشعب، ويمكن للناس أن يمنحوا هذه السلطة لمن يشاؤون ويأخذوها بعيداً عمن يشاؤون. والدليل على ذلك هو أحداث السنوات العشر الأخيرة من عدم الاستقرار السياسي في البلاد، والتي لا تزال كذلك حتى يومنا هذا. في كل مرة يكون فيها الناس غير راضين عن سلطتهم، فإنهم يقومون بسهولة بإحداث ثورة ويزيحون حاكمهم. وبالتالي، ففي كل ربيع، يخاف السياسيون في قرغيزستان خوفاً شديداً من ثورة جديدة محتملة للشعب.

 

للأسف، تسمم شعب قرغيزستان، كونهم مسلمين، بالثقافة الغربية، ويرون حل جميع مشاكل حياتهم فقط من منظور التعليم العلماني الغربي، الذي يبعد الدين عن الحياة ولا يسمح للأفكار الإسلامية ولأحكام الله الخالق في حل مشاكل حياتهم.

 

الثقافة الغربية، مثل الورم السرطاني الذي يقتل المريض، فإنه يقتل ثورة شعب قرغيزستان. في كل مرة يخرج فيها الناس إلى الشوارع مع الرغبة في تغيير الواقع الشرير للأفضل، والأصلح، يقع الناس في فخ المستعمرين الغربيين. يبحث أصحاب النخبة والقوة، الذين تسمموا بالأفكار العلمانية، عن الخلاص من أعدائهم، المستعمرين الغربيين، الذين يتمثل هدفهم الوحيد في استعمار البلاد ونهب الموارد الطبيعية.

 

شعب قرغيزستان، الشعب المسلم، هو جزء لا يتجزأ من الأمة الإسلامية العظيمة. إن الحل الصحيح الوحيد لجميع المشاكل في حياة شعب قرغيزستان هو التخلي عن الأفكار الديمقراطية العلمانية الغريبة حول "حقوق الإنسان"، و"حرية التعبير"، وغيرها من الأفكار. شعب قرغيزستان هم مسلمون ويجب عليهم البحث عن حل في الإسلام!

 

حزب التحرير، كحزب سياسي إسلامي، درس بعمق مشكلة الأمة الإسلامية، وقد وجد حلاً في القرآن والسنة وقدم برنامجاً للحياة الإنسانية والمجتمع والدولة.

 

يجب أن ينضم شعب قرغيزستان إلى عمل حزب التحرير في إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. حتى تصبح ثورتهم ثورة الأمة الإسلامية على أساس صحيح، وليس لإرضاء المستعمرين الكافرين، ولا على أساس الثقافة الغربية العلمانية، ولكن على أساس القرآن والسنة، في محاولة لنيل رضوان الله تعالى. عندها فقط سينجحون!

 

نسأل الله التوفيق والنصر. قال الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إلدر خمزين

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع