- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أوقفوا خدمة مشاريع الدول الاستعمارية حينها سيقف القتل والاقتتال في ليبيا
الخبر:
دعا وزيرا خارجية تونس والجزائر إثر لقائهما بتونس كافة الأطراف الليبية إلى الوقف الفوري للاقتتال، مؤكدان أنه لا وجود لحل عسكري للأزمة الليبية بل بالحوار الليبي-الليبي.
وأكد خميس الجهيناوي وصبري بوقادوم مواصلة دعم البلدين للجهود الأممية بإشراف المبعوث الأممي غسان سلامة لإيجاد تسوية سياسية شاملة في ليبيا تستند الى التوافق بين كافة الأطراف وبما يحفظ أمن واستقرار وسيادة ليبيا والـتأكيد على مسؤولية المجتمع الدولي في إنهاء الأزمة من خلال تشجيع الأطراف الليبية على استكمال المسار السياسي.
كما جدّد الوزيران دعوتهما إلى عقد اجتماع عاجل لآلية المبادرة الثلاثية وتكثيف جهودهما وتحركاتهما في مختلف الأطر الأخرى بهدف وضع حدّ لتدهور الأوضاع الأمنية والعودة سريعا للمسار السياسي.
التعليق:
لا شك أن ضحايا القتل والاقتتال في ليبيا هم أهل البلد، ولا شك أن كل قطرة دم تسيل فيما تشهده البلاد اليوم يخدم بالأساس الاستعمار الذي يهيمن عليها ويحيط بها من كل جانب.
ولكن تحت صوت الرصاص والقنابل والصواريخ تريد الأطراف الدولية المتصارعة على خيرات وثروات البلاد تضليل الناس بجعله مجرد صراع داخلي واقتتال بين فرقاء سياسيين، بل ويروجون إلى فكرة أن المجتمع الدولي يسعى إلى إيجاد حل واتفاق بين الأطراف المتنازعة وخاصة حكومتي طرابلس والوفاق.
وفي هذا السياق لا تخلو مواقف الخارجية التونسية أو نظرائها من الدول المجاورة لليبيا من لعب الأدوار الدبلوماسية الصورية التي تمثل وتعبر عن مواقف الدول التي تسعى إلى غايات استعمارية وجيواستراتيجية؛
فوزارة الخارجية مثلا لا تدعو بشدة إلى وقف إطلاق النار الفوري في اليمن، ولا تدعو روسيا إلى الكف من غاراتها على أهل سوريا في مختلف المناطق.
ثم المواقف التي تصدر عبر دور الحياد هي عنوان للجبن والتخاذل، فاعتبار حفتر، بيدق أمريكا والمدعوم من الحاقد آل زايد وسفاح مصر، طرفا ويرجى منه اتفاق، بل وتلتقي به بعض الأحزاب دون استنكار أو تجريم، هو مشهد من مشاهد الضعف والخيانة.
إن الحل في ليبيا لا يكون عبر شعارات التوافق ووقف الاقتتال، بل بإيقاف مجرمي الحرب وقطع الطريق أمام الدول الداعمة له والتي تمرر أجنداتها عبره وعبر غيره.
ثم إن الأهل في ليبيا الذين أسقطوا جبروت القذافي لن يرضوا لا بحكومات مرتعشة الأيادي تنتظر خلاصها من دول استعمارية ولا من مجرم يقود عصابة من المرتزقة لحساب دول استعمارية أخرى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. محمد ياسين
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس