- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
نظرة في التقارب الروسي الصيني في مواجهة أمريكا
الخبر:
ذكرت العديد من وسائل الإعلام خبر زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج يوم الأربعاء الماضي (2019/6/5) لروسيا بهدف فتح "حقبة جديدة" من الصداقة وتعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين في سياق تبادل عقوبات وحرب تجارية بين بكين وواشنطن.
وتزامنت الزيارة مع افتتاح روسيا يوم الخميس الماضي (2019/6/6) في سان بطرسبورغ المنتدى الاقتصادي الدولي بهدف جذب الاستثمارات التي تحتاجها بشدة بسبب العقوبات الغربية التي تكبح النمو الاقتصادي. وقد استمر المنتدى حتى يوم أمس السبت (8/6/2019).
التعليق:
في ظل ما يسمى الحرب الاقتصادية بين الصين وأمريكا، وفي ظل العقوبات الأمريكية على روسيا وانخفاض أسعار البترول، كان من الطبيعي التقارب الروسي الصيني في محاولة لمواجهة أمريكا. إلا أنه يجب الوقوف على النقاط التالية:
1. إن هذا التقارب رغم توقيته الممتاز كون أمريكا ستنشغل أكثر وأكثر بتحضيرات الانتخابات المقبلة بعد عام تقريبا، إلا أن هذا التقارب ليس بالأول أو بالجديد.. فقد بدأ بالظهور في عامي 2017 و 2018 وقد التقى بوتين بشي جين بينج ما يقارب الـ30 مرة خلال الست سنوات الماضية ولم ينتج عن هذه اللقاءات أي شيء يذكر إلى الآن.
2. إن هذا التقارب الروسي الصيني هو تقارب اقتصادي في أغلبه، وهذا وحده لا يسمن ولا يغني من جوع إن لم يتطور إلى تحالف سياسي وعسكري يهدد فعلا المصالح الأمريكية، وهذا ما لا تجرؤ روسيا أو الصين على فعله.
3. إن المصالح الاقتصادية بين الصين وروسيا محدودة وغير مغرية، والمستفيد الأكبر من مثل هذا التقارب هي روسيا وليس الصين. فمثلا، إن السوق الروسي بالنسبة للصين ليس كبيرا ليكون بديلا عن السوق الأمريكي، وإن حجم الاستثمارات الصينية في روسيا تقدر فقط بعُشر استثمارات الصين في أفريقيا وأمريكا الجنوبية.
4. إن العلاقات السياسية بين روسيا والصين ليست متفقة تماما كما يظن البعض. فمثلا:
- اليابان التي تعد ندا للصين كما هو معلوم، تغازلها روسيا أحيانا فيما يخص بعض الجزر.
- لم تعترف الصين باستقلال أبخازيا وجنوب أوسيتيا عام 2008، واللتين كانت روسيا الداعم الأكبر لاستقلالهما.
- دعت روسيا الهند إلى منظمة شانغهاي للتعاون وهي من الدول المنافسة للصين.
5. إن أمريكا لن تجلس متفرجة دون حراك تجاه هذا التقارب الروسي الصيني، وستعمل على ضعضعته بالعصا أو بالجزرة بأدوات عدة... فأمريكا يمكن أن تستغل ضد روسيا العقوبات أو أسعار النفط أو القضية الأوكرانية أو القضية السورية... أما ضد الصين فيمكن أن تستغل الحرب التجارية أو قضية كوريا الشمالية أو الهند أو اليابان أو باكستان أو تايوان أو أمن المحيط... وهذا ما ستكشفه الأيام المقبلة. وقد تضرب أمريكا العصفورين (روسيا والصين) بحجر واحد إن استطاعت...
ختاما، لن تستطيع أن تزعزع مكانة أمريكا إلا دولة مبدئية كالخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله.. والتي ستعمل حقا على مصارعة أمريكا اقتصاديا وسياسيا وإن اقتضى الأمر عسكريا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
جابر أبو خاطر
وسائط
1 تعليق
-
اللهم اضرب الكافرين ببعض واجعل في تدبيرهم تدميرهم