- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
التقارب القطري الباكستاني لصالح الطرف القطري
الخبر:
وصل إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد السبت 6/22 أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في زيارة رسمية تستمر يومين، وتتضمن الزيارة التوقيع على اتفاقيات بين البلدين تقدر قيمتها بنحو 22 مليار دولار. وفي إشارة للحفاوة والترحاب اللذين خص بهما رئيس الوزراء الباكستاني ضيفه، تجاوز خان إجراءات البرتوكول المعمول بها باصطحاب الشيخ تميم بن حمد في سيارته وقيادتها بنفسه، وذلك بعد استكمال مراسم الاستقبال لدى وصول الوفد القطري. ووقع الطرفان ثلاث مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون في قطاعات التجارة والأعمال والسياحة والاستثمار، كما اتفق الطرفان على تبادل المعلومات الاستخبارية حول أي عمليات غسيل للأموال. (الجزيرة نت)
التعليق:
كم كان المرء يطمع أن تكون هناك وحدة حقيقية بين أقطار المسلمين، في وحدة حقيقية تجمعها، في ظل دولة سياسية واحدة تجمعهم، ما يحقق التكامل الحقيقي بين هذه الأقطار، فيعم الأمن والأمان والازدهار في ربوع هذه البلدان الإسلامية. لكن وللأسف الشديد، أي تقارب وتعاون بين البلاد الإسلامية دائما يكون على غير هذه الصورة، والتقارب الأخير الذي حصل بين قطر وباكستان مثال على ذلك، فبدل أن تبذل قطر المليارات على المشاريع الفاشلة الوهمية في العقارات والفرق الرياضة في بريطانيا، كان يجب أن تنفقها على البنية التحتية في البلاد الإسلامية ومنها باكستان، وبدل إنفاق قطر ثروات الأمة من الغاز والمعادن على استضافة كأس العالم في كرة القدم، كان يجب أن تنفق على ملايين التلاميذ في باكستان ممن لا يجدون صفوفاً دراسية يتعلمون فيها، وهكذا هي سياسات وتوجهات مشايخ الخليج جميعا، حيث يبذرون أموال الأمة وثرواتها في مشاريع إما هي لصالح الاستعمار الغربي وإما على حياة البذخ والترف التي يعيشونها، ولا يفكرون مجرد تفكير في تحقيق التكامل بين أبناء الأمة ومقدراتهم.
تتلخص العلاقات والتقارب الأخير بين قطر وباكستان في جوانب ثلاثة:
1- العسكري: حيث يرتبط البلدان باتفاقيات للتعاون العسكري، تشمل انتداب جنود باكستانيين إلى قطر وتعاون دفاعي وتدريب طيارين قطريين، الغاية منها حماية الجيش الباكستاني لهذه الجزيرة.
2- الأمن المائي والغذائي: فمع مقاطعة دول الخليج لقطر، ومقاطعة المجتمع الدولي بقيادة أمريكا لإيران، الجارة لقطر، جعل قطر تبحث عن مصادر أخرى تزودها بالماء الصالح للشرب، وليس المُحلّى الذي ترتفع فيه نسبة الهيدروكربون، وتحتاج إلى الخضروات والفواكه واللحوم، وكل هذه متوفرة في باكستان.
3- تصدير الغاز المسال: فقد وقعت قطر مؤخرا اتفاقا ضخما لتزويد الصين بالغاز المسال (LNG) لمدة 22 عاما، وتعتبر باكستان القناة الأكثر فعالية، من حيث التكلفة، لنقل هذا الغاز الطبيعي المسال إلى الصين بشكل منتظم، وذلك نظرا للأهمية الجيواستراتيجية لباكستان في نظام الحزام والطريق الصينية، والممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، ونظرا للأهمية الاستراتيجية لميناء جوادر؛ فإنه يمكن أن يساهم في أمن وترتيب احتياجات التخزين لقطر؛ فميناء جوادر، الواقع في المياه العميقة ببحر العرب، من شأنه أن يكون مركزا رئيسيا للشحن الدولي، وكانت قطر قد أعربت عن اهتمامها الشديد بالاستثمار في ميناء جوادر.
وهكذا فإنه في الوقت الذي يحاول فيه عمران خان إيهام أهل باكستان بأنه يجلب الاستثمارات الأجنبية إلى باكستان، وأنه يحاول إنقاذ التدهور الاقتصادي في البلاد من خلال استثمارات شكلية، في الوقت نفسه تستغل قطر عميلة الإنجليز، سذاجة القيادة في باكستان لكسر عزلتها الخليجية وبيع باكستان الغاز الذي لا تحتاجه، لوجود البديل عنه في باكستان، وتصدير الغاز المسال إلى الصين مرورا بباكستان، فكان هذا التقارب بين البلدين لصالح قطر والمستفيد الأول من ثروة قطر هي بريطانيا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – باكستان