- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
صفقة العمر أم صفقة القرن؟
الخبر:
مؤتمر البحرين وصفقة القرن...
التعليق:
بسعي أمريكي حثيث لتمرير ما أسمته صفقة القرن بهدف حل ما يُعرف بالقضية الفلسطينية وفق الرغبة الأمريكية بإقامة دولة فلسطينية في الضفة وغزة وجزء من القدس الشرقية ما نسبته 17٪ من مساحة فلسطين المحتلة مقابل اعتراف كافة الدول في البلاد الإسلامية بكيان يهود الغاصب على معظم مساحة فلسطين، يأتي مؤتمر البحرين في هذا السياق وستكشف أمريكا الخطة الاقتصادية لصفقة القرن.
يحضر هذا المؤتمر ممثلون عن كيان يهود وأمريكا والبنك الدولي والبحرين والسعودية والإمارات ومصر والمغرب والأردن...
وقد ذكرت بعض وسائل الإعلام أن البلاد الإسلامية ستحضر وهي صاغرة استجابة لأوامر سيدهم في البيت الأبيض، ومما رشح عن بيان المؤتمر تكفّل دول الخليج بدفع ما يقارب الـ50 مليار دولار لدويلة فلسطين والدول المحيطة بها. علما أن الشق السياسي من الصفقة تم تأجيله لأن كيان يهود تهرب منه بحجة الانتخابات النيابية، إذ يبدو أن هذا الكيان الغاصب متردد في المطلوب منه في تلك الصفقة، ولذلك حصل على ما يريد من أمريكا كالاعتراف بالقدس عاصمة له ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بحقه في الجولان وبحقه بالاستيطان في الضفة الغربية... والضغط على الحكام العملاء في بلاد المسلمين للاعتراف بكيان يهود وتطبيع العلاقات معه وتشكيل حلف عسكري بزعامته بحجة مواجهة إيران، التي تقوم بأعمال ظاهرها العداء لأمريكا وباطنها تحقيق مصالح أمريكا كنهب أموال دول الخليج والضغط على الصين وأوروبا من خلال تهديد الملاحة وممر النفط إليها في مضيق هرمز...
وتعليقا على تلك الصفقة المشؤومة والفاشلة نذكر بالآتي:
* أمريكا تعمل على فرض نظرتها لحل قضية فلسطين ويشاركها في ذلك طغاة المسلمين بل ينفذون أوامرها وهم صاغرون ظنا منها أن الأمة ستتقبل كيان يهود الغاصب.
* في مؤتمر البحرين سيجلس طغاة المسلمين مع حكام كيان يهود وسيتم الإعلان عن مبالغ مالية كبيرة كصفقة ترضية للمسلمين بدل أراضيهم التي احتلها الكيان المسخ، وتتناسى أمريكا وأذنابها المجتمعون أن مال الدنيا بأجمعه لا يساوي ثمن قرية من فلسطين، ففلسطين أرض خراجية وهي ملك لجميع المسلمين ولن يستطيع أحد أن يتنازل عنها ولا أن يبيعها لا أهل فلسطين ولا طغاة المسلمين ولا أمريكا ولا أوروبا ولا دول الكفر أجمعين.
* العلاقة بين الأمة، ومنها أهل فلسطين، وبين كيان يهود علاقة عداء وقتال حتى نحررها بالكامل من البحر حتى النهر ونعيدها جزءا من بلاد المسلمين بل حاضرتها وعاصمتها بإذن الله، وما تحريرها من رجز الصليبيين بعد حوالي مئة سنة من الاحتلال عن ذاكرة الغرب ببعيد، فاقترب الوعد الحق وتحريرها من جديد وما ذلك على الله بعزيز.
* فلسطين فتحتها الخلافة، والخلافة حررتها من الصليبيين، والخلافة حافظت عليها، وسقطت بيد يهود بعد هدم الخلافة، والخلافة القائمة قريبا بإذن الله هي التي ستحررها. وما محاولات أمريكا لتمرير تلك الصفقة إلا مكيدة ومكر لا يحيق إلا بها وبكيان يهود وطغاة المسلمين أذناب أمريكا وحماة ذلك الكيان وظله، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله.
وفي الختام نذكر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، بصفقة العمر بينك وبين الله، فالعمر في الدنيا واحد ولن يتكرر، فلنكن مع الله وحيث يريدنا نكون، ولنعمل مع حزب التحرير بجد وإخلاص لنهضة الأمة وعزتها من جديد باستئناف الحياة الإسلامية وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي ستحرر فلسطين وتقطع يد الغرب وتسحق يهود والطغاة فلا يبقى لهم أثر، تلك صفقة العمر وبها الخلاص في الدنيا والنجاة في الآخرة، فحيّ عليها حيّ عليها.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الشيخ د. محمد إبراهيم
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان