- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إدراك وفهم مدى قدسية دماء المسلمين
(مترجم)
الخبر:
لقي شاب هندي مسلم حتفه بعد أيام من تعرضه للضرب على أيدي مجموعة أشخاص أجبروه على أداء هتافات هندوسية، ووجد في تقرير حديث للحكومة الأمريكية حول الحرية الدينية الدولية أن هجمات المافيا ضد المسلمين في الهند استمرت طوال عام 2018. (الإندبندنت).
التعليق:
إن وضع المسلمين في الهند لا يختلف عن وضعهم في جميع أنحاء العالم، حيث أصبح إيمانهم خطراً يلوح في الأفق بالنسبة لهم، ولا يتعلق الأمر بتنفيذ دعوة الإسلام أو الوعظ به الذي يهدد المتطرفين المناهضين للمسلمين، بل حتى بأبسط أمور الحياة اليومية بحيث تصبح أسماؤهم أو اللحى سببا للتعذيب والموت، وقد أصبح المسلمون الذين حكموا شبه القارة لأكثر من 400 عام حتى بدء الاحتلال البريطاني ثم انقسموا فيما بعد باسم نظرية الدولتين، فأصبحوا سجناء الانقسام. ومع ذلك، فإن عدد السكان المسلمين في الهند يقرب من 172 مليون نسمة، مما يجعلها ثاني أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم بعد إندونيسيا، وهي هدف لهجمات المافيا. فالناس في السلطة يشجعون جرائم الكراهية ضد المسلمين بل ويكافئونها، ووفقا لتقرير صادر عن مدقق الحقائق، فإن 76% من ضحايا جرائم الكراهية في الهند في السنوات العشر الماضية كانوا مسلمين، و90% من هذه الهجمات وقعت منذ أن تم انتخاب رئيس الوزراء ناريندرا مودي لأول مرة في السلطة منذ عام 2014.
والهند، التي تدعي أنها أكبر دولة ديمقراطية في العالم، لا تحمي شعبها، وهذا لا ينفي ادعاء الحكومة الهندية بأنها "جمهورية ذات سيادة علمانية وديمقراطية" فحسب، بل يبين أيضاً مدى خطورة انتشار هذه الكراهية بين الناس الذين يطاردون بلا خوف ودون رحمة ضحاياهم المسلمين الذين لا حول لهم ولا قوة، إن حماية المسلمين الهنود، إيمانا منها بالقومية، هي مسؤولية الحكومة الهندية، التي لا تقدمها، ونجد أن الأمم المتحدة وغيرها من نظم الرصد الدولية لا دور لها. وفى الوقت نفسه، كتب رئيس وزراء باكستان عمران خان، في محاولة لإثبات نفسه روحا محبة للسلام، رسالته الثالثة إلى مودي، حيث عرض عليه التعاون في التعامل مع (الإرهاب) وإجراء حوار لحل نزاع كشمير، ولم ينطق بكلمة واحدة عن إيذاء المسلمين الهنود والكشميريين.
سوف تستمر حياة المسلمين في الشبهات إلى أن يدرك حكام المسلمين أن مسؤوليات الحاكم المسلم عن سلامة المسلمين لا تقيدها الحدود المرسومة، إن العالم كله بيد الله، فعندما يتحمل شخص ما المسؤولية عن شعبه، فيجب عليه أن يخشى الله وأن يعرف أن خيانة الشعب هي خيانة لله سبحانه وتعالى. لقد فتحت شبه القارة ودخلها الإسلام استجابة لنداء استغاثة امرأة مسلمة، والآن تأتي هذه الدعوة من كل حدب وصوب، لكننا لا نرى حكامنا يرسلون أي محمد بن قاسم للإنقاذ أو تقديم المساعدة. إن المسلمين في الهند وباكستان في حاجة ماسة إلى حماية الخلافة. إن الخليفة القوي لن يكتب رسائل يتوسل بها ولكن مذكرة تحذير بسيطة لتجاوزات صغيرة سوف تهزهم وسيتم التعامل مع الجزارين أمثال مودي بما يستحقونه.
ورد في كتاب الترغيب والترهيب للمنذري 3/276 الحديث الذي يرويه عبد الله بن عمرو بن العاص قال: رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يطوفُ بالكَعْبَةِ ويقول: «ما أطْيَبَكِ، وما أطْيَبَ ريحَك؟ ما أعْظَمكِ وما أعْظَمَ حُرْمَتكَ. والذي نفسُ محمَّدٍ بيده لحرمَةُ المؤمِنِ عند الله أعْظَمُ حرمةً منكِ؛ مالُه ودَمُهُ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إخلاق جيهان