- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هل حقا مجرد التعاون بين دول ما كفيل بالنهوض بالحضارة الإسلامية؟
الخبر:
قال رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد إنه يمكن النهوض بالحضارة الإسلامية مجددا بالتعاون بين ماليزيا وتركيا وباكستان، وذلك في ظل ما تواجهه البلدان الإسلامية في العالم من تحديات.
وأضاف مهاتير في مؤتمر صحفي عقده مع أردوغان الخميس الماضي في أنقرة، أنه "عبر توحيد عقولنا وقدراتنا، يمكننا النهوض بالحضارة الإسلامية العظيمة التي كانت موجودة يوما ما، وذلك بالعمل المشترك بين ماليزيا وتركيا، وبالتعاون مع باكستان في الوقت ذاته".
وشدد على ضرورة استقلال البلدان الإسلامية، معربا عن ثقته في أن التعاون بين ماليزيا وتركيا سينقذ الأمة الإسلامية من الضغوط التي تتعرض لها.
وأكد رئيس الوزراء الماليزي أن بلاده صديقة لتركيا، مشيرا إلى أن بلاده تتقاسم مع تركيا المنظور نفسه تجاه العديد من القضايا، خاصة إزاء فلسطين.
التعليق:
هل حقا مجرد التعاون بين البلدين كفيل بالنهوض بالحضارة الإسلامية من جديد يا مهاتير؟
وهل سيكفي فعلا توحيد العقول والقدرات والمواقف بين تركيا وماليزيا لإنقاذ الأمة الإسلامية؟
لقد قامت الحضارة الإسلامية بعد بزوغ فجر الإسلام ورسالته وإقامة النبيّ e لدولة تلتزم الأحكام الشرعية في كل جوانب الحياة. بل قامت الحضارة الإسلامية وازدهرت بسبب تفرد مجموعة المفاهيم عن الحياة التي جاءت بها العقيدة الإسلامية فصبغت الحياة بصبغتها النَّدِيّة وحملت عطرها لكل الأرجاء ولا يمكن بحال العودة إلى ذلك الازدهار والرقي الحضاري إلا بوضع الأساس الذي قامت عليه ومن ثم يكون الارتقاء والنهضة والتقدم أمورا حتمية.
هل يوجد دولة اليوم تحكم بالإسلام وتستند إلى العقيدة الإسلامية في دستورها وقوانينها وأفعالها وهمّها إعلاء كلمة الله ونشر الحضارة الإسلامية يا مهاتير؟
طبعا لا، وتركيا وماليزيا وغيرهما وحكام تلك الدول يدركون أنهم يرعون دويلات علمانية تقصي الإسلام عن الحكم وهي العقبة الكبرى في طريقة إعادة أمجاد أعظم حضارة عرفها الوجود وإنقاذ الأمة الأمة الإسلامية من الحالة المأساوية التي وصلت إليها.
إلى مهاتير محمد نقول:
إن كنت صادقا في رغبتك في النهوض بالحضارة الإسلامية فالتزم دينك وأحكامه وانفض عنك حكم الجاهلية وادعُ دعوة الحق حكما راشدا لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ويصوغها بالإسلام، وإن كان همّك تحرير فلسطين حقا فوجه قبلتك لجيوش الأمة تفعل ما في وسعك لتحركها، وغير ذلك يبقى كلمات جوفاء لا تنجيك من سؤال يومئذ.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هاجر اليعقوبي