- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حركة حماس تعزي بوفاة السبسي
الخبر:
نشر موقع حركة المقاومة الإسلامية حماس في يوم 2019/07/25 بيانا تعزي فيه الحركة أهل تونس بوفاة الرئيس التونسي قايد السبسي، وهذا نص البيان: "تتقدم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بخالص عزائها ومواساتها من الجمهورية التونسية قيادة وحكومة وشعباً وأحزاباً بوفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي رحمه الله، والذي قدم جل عمره خدمة لتونس وللأمة ولقضاياها، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، سائلين الله عز وجل أن يوفق شعب تونس وقيادته، وأن يسدد خطاهم لتحقيق الأمن والاستقرار لتونس العزيزة، ونصرة قضايا الأمة، وفي مقدمتها قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك قبلة المسلمين الأولى، خاصة في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة والمثقلة بالمخاطر والتحديات. سائلين المولى سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم شعبه وأهله ومحبيه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون".
التعليق:
كثرت في الآونة الأخيرة تصريحات ومواقف حماس السياسية المخزية، ومع أنها تسمي نفسها حركة إسلامية إلا أن تصريحاتها ومواقفها السياسية لا تنسجم ولا تتفق مع الإسلام البتة، وهذا شأن كل الحركات الإسلامية اسما والتي لا تتخذ من الإسلام قاعدة فكرية لها، ولذلك تجد التناقضات العجيبة في فكرها وسلوكها، فقبل ثلاثة أسابيع خرج محمود الزهار أحد قادة حماس ليصرح تصريحا مخزيا حول عودة العلاقات بين النظام السوري المجرم وحركة حماس، وأن هناك جهودا تبذل من أجل إعادة العلاقة بين حركته والنظام السوري، معتبرا "أن الأفضل كان أن لا نترك النظام السوري ولا أن ندخل معه ولا ضده، فقد فتح النظام السوري الدنيا لحماس"، على حد تعبيره، وهذا يعني أن حماس لا تهتم لدماء الأطفال والنساء والشيوخ والشباب التي سفكها جزار دمشق، وكل ما يشغلها هو مصالحها الآنية، وقبل فترة وجيزة زار موسى أبو مرزوق روسيا والتقى بوغدانوف وبحث معه جهود إنهاء الانقسام بين فتح وحماس وحل القضية الفلسطينية، وكأن المجرم بوتين لا ينام الليل بسبب تفكيره بالانقسام الفتحاوي الحمساوي، وكأن حماس لا تعرف أن ملة الكفر واحدة وأنه لا فرق بين عداء يهود للمسلمين وعداء الروس الحاقدين على الإسلام والمسلمين! ونسي أو تناسى قادة حماس أن روسيا هذه التي يوجهون وجوههم شطرها هي التي دمرت الشام وجعلت منه أثراً بعد عين، وتناسى قادة حماس أن حرب المسلمين واحدة، وبالتالي فإن الحرب التي تشنها روسيا على الشام إنما هي حرب على الإسلام والمسلمين في كل مكان وليس ضد أهل الشام خاصة.
واليوم تأتي حماس شيئا إدّاً بعزائها بالسبسي المعروف للقاصي والداني بعدائه للإسلام وحربه على أحكامه، بل لم يُعرف عن هذا السبسي إلا محاربة الإسلام، فثروات تونس على سبيل المثال تُنهب وتُسرق علانية من الشركات الأوروبية والسبسي مشغول بسن قوانين تبيح الشذود، وأخرى تمنع النقاب، وأخرى تجيز زواج المسلمة من الكافر، وأخيرا وليس آخرا المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، هذا عدا عن قوله بشكل واضح لا لبس فيه ولا غموض: "لا علاقة لنا بالدين ولا بالقرآن ولا بالآيات القرآنية، نحن نتعامل مع الدستور الذى أحكامه آمرة، والقول إن مرجعية تونس هي مرجعية دينية هو خطأ وخطأ فاحش مش موجود، هذا وأقترح أن المساواة في الإرث تصبح قانونا، والدستور هو اللي يحكم فينا وهو السلطة العليا"، وعلى الرغم من كل هذه الجرائم التي تكاد السماوات يتفطرن منها تأتي حماس وتعزي بهذا الفاجر وتدعي كذبا وتدليسا أن هذا الرجل قد قدم عمره خدمة لتونس وللأمة ولقضاياها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية!
ونصيحة نتوجه بها إلى قادة حماس أن اتقوا الله، فقد جعلتم من أنفسكم أضحوكة وأنتم تدافعون عن الطواغيت، وإن انفضاض الناس من حولكم بات مؤكدا ووشيكا إن لم ترجعوا، والأصل بكم كحركة إسلامية أن تكونوا في صف الأمة لا في صف جلاديها وظالميها، واعلموا أنكم كلما تقربتم من الطواغيت شبرا بعدتم عن الله أشبارا، لأن الهلاك كل الهلاك في موالاة هؤلاء الطواغيت، والنجاة كل النجاة في البعد عنهم والعمل على تغييرهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام