- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
من يتحرّج لن يقف إلا عند القاع
الخبر:
أكد وزير الشئون الدينية والأوقاف السوداني، نصر الدين مفرح، عزمه تنفيذ مشروع لتدريب وتأهيل شباب الكنائس، وأئمة المساجد، ورفع قدراتهم الدعوية، وقال لدى لقائه وفداً من مجلس الكنائس السوداني، إن الزيارة تأتي في إطار التعرف واستعراض برامج ومشاريع مجلس الكنائس، في المرحلة المقبلة، لافتا إلى أن وزارته تمثل النصارى والمسلمين، وأنه سيعمل على مساعدة النصارى على ممارسة شعائرهم التعبدية بكل حرية وعدالة، وأضاف أنه سيقف على مسافة واحدة من كل الأديان في السودان، مشددا على أن المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات، ودعا إلى أهمية مد جسور التواصل، وإدارة التنوع الديني، مؤكداً الدعم والمساندة المادية والمعنوية للكنائس...
التعليق:
إني لأجد صعوبة بالغة في استيعاب كلام وزير الشؤون الدينية السوداني، من منظور فكري وعقدي، فهو يقول إنه سيدعم الكنيسة مادياً ومعنوياً، ويعمل على تدريب شباب الكنائس ويؤهلهم للدعوة طبقا للدين النصراني، وهو في الوقت نفسه مسلم وابن مسلم، بل كان خطيباً في أحد المساجد، قبل أن يكون وزيراً! وهو يعلم أن الدين عند الله الإسلام، وأنه من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، بل هو يوم القيامة من الخاسرين، فكيف يدعم ويؤهل أناساً يدعون إلى النار، وهو يعلم ذلك، هل هو في هذه الحالة يريد لهم الخير؟! أم أنه خانهم وخان الله والرسول r وخان الدين، الذي يوجب عليه أن يدعوهم إلى الإسلام، وأن يهيئ لهم المناخ الذي يساعدهم على دخول الإسلام، بدلا من التمسك بالباطل؟
ولكن من المنظور السياسي (الواقعي) الذي تنهجه الحكومة، فإن هذا الكلام يمثل استجابة لشروط أمريكا، التي أطلقتها لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والتي صدرت على لسان عدد من المسؤولين الأمريكان، وقد جعل رئيس الوزراء حمدوك، أن مفتاح حل مشاكل السودان هو رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب الأمريكية، وهذا قد دفع بهذا الوزير لأن يقول مثل هذا القول الذي يتناقض مع عقيدته، وقد دعا اليهود الذين خرجوا من السودان من قبل، للعودة إليه وإرجاع كافة الحقوق لهم.
نقول للوزير: إنك بعد أن كنت تدعو إلى الله ودينه ورسوله من على المنبر، ها أنت تتراجع وتدعو إلى دعم النصرانية، وتأهيل الشباب للدعوة لها، متراجعاً عن الدعوة إلى الله! وهذا التراجع والتدحرج لن يقف إلا عند الاتّباع، والذي ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم قبل أكثر من أربعة عشر قرناً، حيث قال سبحانه: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾.
إن هذا الانحدار لا يجلب سعادة في الدنيا بل المزيد من الذل والخزي، كما جلب لنظام الإنقاذ حينما استجاب لمطالب أمريكا، هذا فوق غضب الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، فكان الأولى بالوزير أن يستجيب لله ولرسوله ويعمل على تمكين الإسلام والدعوة إليه، إذ هي التي تجلب العزة في الدنيا: ﴿وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ وتضمن النصر في الدنيا والآخرة بإذن الله ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسب الله النور – الخرطوم
وسائط
1 تعليق
-
﴿وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾