- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
وتتوالى حلقات انتفاضات الشعوب، ومع الحلقة اللبنانية...
الخبر:
تواصلت الاحتجاجات في لبنان اليوم السبت 19 تشرين الأول 2019 لليوم الثالث على التوالي، ضد الأوضاع المعيشية المتردية واحتمال زيادة الضرائب في الموازنة المقبلة.
وقد أعطى رئيس الحكومة الحالية سعد الحريري 72 ساعة مهلة لشركائه في الحكومة للاتفاق على مخرج للأزمة الاقتصادية في لبنان، قائلا: "إن الانتظار لم يعد خياراً، ومن يملك الحل للأزمة أن يتقدم"، وتحدى من يملك الحل أن يتسلم وفق انتقال سلس وهادئ للسلطة.
التعليق:
مع اقتراب مرور تسع سنين على بداية ما يسمى بثورات الربيع العربي، ومع تتابع حلقاتها وصلنا الآن إلى الحلقة اللبنانية والتي لا تختلف أسبابها ودوافع انتفاضة أهلها عن سابقاتها، فالقاسم المشترك بين ثورات تلك البلاد هو ازدياد تردي وتدهور الأوضاع المعيشية فيها وتضييق الخناق على أهلها والضغط عليهم بشكل متزايد، وصولاً إلى الانفجار.
والحريري وفي محاولة منه لامتصاص غضب أهل لبنان أبدى شعوره بآلامهم وأيّد حقهم في التعبير، معتبرا أن غضبهم هو ردة فعل طبيعية إزاء الأداء السياسي في لبنان، وما يواجهه من عراقيل أمام عملية الإصلاح والعمل الحكومي.
وكعادة الحكام ورؤساء الحكومات عندما يقعون في مأزق فإنهم يحاولون اللعب بمشاعر الناس، فمن جهة يبدون وقوفهم إلى جانب المنتفضين، ومن جهة أخرى يلقون باللوم على غيرهم، فرئيس الحكومة الحريري ألقى باللوم على جهات معرقلة تستهدف حكومته سياسيا، مؤكدا أن كثيرين يريدون تحويله إلى كبش فداء، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اعتبرها ثورة شعبية حقيقية وأن فرقاء السلطة في لبنان ميؤوس منهم، وحمّل حزب إيران في لبنان مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، وبدوره حسن نصر الله حمّل الحكومة اللبنانية المسؤولية، مع تمسكه ببقاء الحكومة وعدم استقالتها بسبب تخوفه من عدم إمكانية تشكيل حكومة بديلة (حسب التجارب السابقة).
لقد أظهرت الحكومة اللبنانية مرات ومرات عجزها عن حل المشكلات التي هي بالأساس سببها أو من مآلات أفعالها، فمثلا مشكلة النفايات ومعالجتها، منذ سنوات وهي تراوح مكانها وإلى الآن لم تجد ولن تجد لها حلا، فكيف يتوقع الحريري من شركائه في الحكومة أن "يتفقوا خلال 72 ساعة على مخرج للأزمة، ويتحدى أن يسلم السلطة لمن يملك الحل وفق انتقال سلس وهادئ"؟! يقول ذلك وهو على يقين مئة بالمئة أن لا حل لهكذا أزماتٍ تنسج خيوطها أيادي عملاء الغرب، اللاعبين بثروات البلاد، غير الملتفتين إلى ما يلاقيه الشعب من ويلات القهر والجوع والمرض والاعتقال... الخ، ولا يلتفتون إلى شيء إلا إن فاجأتهم هبة شعبية يمكن أن تطيح بهم، حينها يلتفون عليهم بمكر ويعطونهم الوعود تلو الوعود، وما من حلول.
وكما قلناها مرارا وتكرارا ولا زلنا نقولها، لا خلاص إلا بإزالة هذه الأنظمة العميلة الجائرة، ووضع النظام الإسلامي العادل موضع التطبيق، ففيه الحلول لجميع المشاكل الحالية وفيه الوقاية من أن تستجد مشكلات في المستقبل، ولا يحدث هذا إلا بعد أن يهيئ الله لنا نصرا مؤزرا على يد قائد غيور مغوار، يخلص الأمة الإسلامية جميعها من تراكم ظلم الظالمين عليها ويعيد لها أمّها الخلافة على منهاج النبوة التي حُرم المسلمون منها قرنا من الزمان لتحتضنهم وتحميهم وتشفي غليلهم حين يُنزل الخليفة العقوبة التي يستحقها كل من خان وغدر وظلم، وعذاب الله أشد وأبقى.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
راضية عبد الله