- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أتدعون أنه المؤتمر الدولي لضحايا الإرهاب؟!
الخبر:
عقد في الواحد والعشرين من شهر تشرين الثاني في مدينة نيس الفرنسية مؤتمر ضحايا الإرهاب تحت رعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. واستمرت فعاليات المؤتمر ثلاثة أيام، بالتنسيق ما بين مجلة ضحايا الإرهاب الفرنسية (AFVT)، وبلدية نيس.
الغاية من المؤتمر هي إيصال صوت ضحايا الإرهاب قدر الإمكان، وشارك في فعاليات هذا المؤتمر 700 شخص من 80 دولة، 450 شخصاً منهم من ضحايا الإرهاب. (www.trthaber.com)
التعليق:
بادئ ذي بدء، من المنطقي حقا عقد ما يسمى مؤتمر ضحايا الإرهاب في فرنسا؛ لأن هذا المؤتمر هو محاولة من الغرب لتحويل وجهات نظر الناس، وخاصة المسلمين، عن أولئك الذين يمارسون الإرهاب، ولكنه ليس أكثر من محاولة لغسل ماضي فرنسا المليء بالإرهاب. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم مشاركة أي شخص من ضحايا الإرهاب من البلاد الإسلامية التي عاثت فيها دول الكفر وعلى رأسها أمريكا فسادا وإرهابا فهذا أكبر دليل على تحيز هذا المؤتمر.
إقامة أمريكا مؤتمراً كهذا وهي التي تعيث فسادا وإرهابا وترتكب أبشع المجازر والجرائم في البلاد الإسلامية وعلى رأسها سوريا بالتعاون مع فرنسا صاحبة التاريخ الحافل بالدماء، إقامة هؤلاء مؤتمرا كهذا ليس إلا استهزاء بالرأي العام العالمي والإسلامي خصوصا، ففي الجزائر فقط قدم المسلمون مليونا ونصف المليون شهيد للتخلص من الاستعمار الفرنسي منذ الخامس من تموز عام 1830م حتى الخامس من تموز عام 1962م؛ مئة واثنان وثلاثون عاما من الكفاح والنضال الجزائري ضد الظلم الفرنسي ذبحت خلالها فرنسا الملايين من المسلمين هناك، ونهبت القرى والمدن، وعدد غير متناهٍ من الذين حبستهم بتهم الحرب... تاريخ كهذا هل يسمح لفرنسا بأن تقيم مؤتمرا يتحدث عن ضحايا الإرهاب؟ وما معنى أن تقيم مؤتمراً كهذا وما الغاية منه؟ بالطبع هي سياسة الغرب كما في كل مرة يستعمل التنظيمات الإرهابية التي يوجهها كيفما يشاء وينفذ من خلالها جميع جرائمه وبعدها يحاول الظهور بصورة حسنة! علاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن الأنشطة الإرهابية لجماعات حزب العمال الكردستاني/ حزب الشعب الكردستاني ذكرت في المؤتمر الأخير الذي عقد في ظل المجازر الشديدة في سوريا، فقد تم التركيز بشكل أكبر على الجماعات التي تحمل صفة إسلامية مثل تنظيم الدولة وجماعة غولن، وتمت الإشارة إلى أنه هو مصدر الإرهاب الرئيسي، وهذا دليل آخر على ما يفعله الغرب باستمرار بسبب خوفه من الإسلام والمسلمين فيحاول دائما إلصاق تهمة الإرهاب بهم.
في النهاية فلتفعل دول الكفر ما يحلو لها وتنظم ما شاءت من مؤتمرات أدبية ضد الإرهاب فهذا أبدا لن يغير من الحقيقة شيئا إلا أنها هي أم الإرهاب وأبوه، وبإذن الله تعالى ستقام دولة الخلافة الراشدة في القريب العاجل وستُظهر من هم الإرهابيون الحقيقيون ومن هم ضحايا الإرهاب، وفي ذلك الوقت سيظهر للمسلمين خصوصا وللإنسانية جمعاء من هم الإرهابيون ومن هم ضحايا الإرهاب، يقول تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رمضان أبو فرقان