- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
قمة كوالالمبور 2019 – حل من مصدر المشكلة؟!
(مترجم)
الخبر:
كشف مؤتمر قمة كوالالمبور 2019 الذي عقد في الفترة من 18 إلى 21 كانون الأول/ديسمبر عن سخرية مخزية بحق العالم الإسلامي. كان المؤتمر في الواقع وصمة عار على الرغم من واجهته المهيبة، حيث كان هدفه الرئيسي هو إيجاد حل لما ابتلي به العالم الإسلامي والمسلمون، ولكن الحقيقة هي أن قادة المؤتمر أنفسهم هم السبب في المشكلة.
التعليق:
عندما بدأت القمة، اشتد الجدل عندما قام رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان بإلغاء حضوره في اللحظة الأخيرة بذريعة محاولة تجنب انشقاق الأمة الإسلامية. وهذا يتماشى مع التعليقات التي أبداها ملك السعودية سلمان عبد العزيز، الذي أعرب عن غضبه إزاء المؤتمر على أساس أنه تمت مناقشة جدول الأعمال بشكل أفضل من خلال مؤتمر التعاون الإسلامي. ومهما كان السبب، فإن حكام باكستان والسعودية، كلاهما دمى عميلة لأمريكا، وهم من بين أكبر المساهمين في مشاكل الأمة الإسلامية. كما قام الرئيس الإندونيسي ونائب الرئيس بإلغاء زيارتهما بالرغم من أن الرئيس التركي أردوغان المعروف بفصاحته أوفى بوعده بالقدوم إلى جانب أمير قطر تميم بن حمد الثاني. وفي الوقت نفسه، حضر القمة حسن روحاني، الذي لم يؤكد في البداية وجوده. ومن المفارقات، أنه لم يسمع أي اعتراض من الإدارة الدينية الإسلامية على زيارته، ولا سيما من ولاية سيلانجور التي جعلت منه نقطة لادعاء أن الشيعة منحرفون في كل خطبة جمعة.
وعلى الرغم من البريق المصاحب للقمة، فإن الحقيقة هي أنه بمجرد انعقاد المؤتمرات الدولية السابقة، لم تحل أي من مشاكل الأمة الإسلامية، في الواقع، ما نراه أن خيانة تلو الأخرى ترتكب بحق هذه الأمة النبيلة. لماذا يحدث هذا؟ السبب ببساطة هو أن هؤلاء القادة يشكلون السبب الوجيه للمشاكل. مجرد إلقاء نظرة على أولئك الذين تم دعوتهم للقمة، فقد مُنح الرئيس الإيراني السجادة الحمراء على الرغم من أن يديه لا تزالان ملطختين بدماء المسلمين التي سفكت في سوريا. إن التحالف الإيراني مع تركيا وروسيا في تعزيز نظام بشار الأسد تحت القيادة الأمريكية واضح جدا حتى إن المكفوفين يمكن أن يروا ذلك، ولا يزال أردوغان، الذي يعتبر بطلا للكثيرين، يحافظ على علاقات جيدة مع أمريكا وكيان يهود الغاصب، وولاؤه للكفار لا يتطلب أي كشف حتى يتم التحدث عنه بوضوح. وأما قطر، فتفيد التقارير بأنها ملوثة باستغلال العمال الأجانب من خلال "نظام الكفالة" المستخدم في مشاريع تطوير البنية التحتية استعدادا لاستضافة كأس العالم 2022. إن تنظيم كأس العالم نفسه يظهر أن قطر لا تهتم بمشاكل المسلمين. بالنسبة لقطر، هذه "التسلية" يجب ألا توضع على المحك، في حين إن الأمة الإسلامية لا تزال تكافح مختلف الأزمات.
وإندونيسيا، البلد الذي يوجد فيه أكبر عدد من السكان المسلمين في العالم، يعاني فيه المسلمون من مشاكل مزمنة ومحبطة. وفي التطور الأخير، قررت الوزارة الدينية في الجمهورية إزالة موضوع الخلافة والجهاد من منهج التعليم في البلاد. وفي الوقت نفسه، بدأت الحكومة الإندونيسية، بقيادة جوكوي، في متابعة مشروع "تطهير وتعقيم" قضية (الإرهاب) بذريعة منع ظهور الإسلام السياسي ولإبعاد المسلمين عن الفهم الحقيقي للإسلام. وتتماشى هذه الخطوة مع رغبة أمريكا في "إلغاء" الجهاد والإسلام السياسي - وهو أمر ينظر إليه على أنه تهديد للهيمنة الأمريكية.
وماذا عن ماليزيا نفسها؟ لم تكن هناك نية لتطبيق الإسلام سواء من تحالف الأمل الذي فاز في الانتخابات الأخيرة ولا من الجبهة الوطنية التي كانت في السلطة لأكثر من ستة عقود. والمؤكد أن العلمانية تزداد قوة، وأجندة الليبرالية آخذة في الانتشار، في حين إن الجماعات التي تكره الإسلام تنشر بشكل متزايد أفكارها الملتوية باسم حرية التعبير في نظام ديمقراطي. لم تقبل الحكومتان الإسلام فعليا في حكمهما، بل لعبتا مع التصورات وخلقتا روايات إسلامية للتغطية على إخفاقاتهما.
بالتالي فإن السؤال هو: هل يمكن أن يتوقع من هؤلاء القادة أن يجدوا حلولا للمشاكل التي تصيب المسلمين؟ في الواقع، إن جهودهم للحفاظ على الوضع الراهن والحفاظ على نظام الحكم الذي ورثوه من المستعمرين، فضلا عن خضوعهم للكفار، هي الأسباب الجذرية للاضطراب الذي يجتاح العالم الإسلامي والمسلمين اليوم. وما دام الوضع الراهن لا يزال قائما والإسلام لا يطبق في مجمله، فإن مشاكل المسلمين في العالم أجمع لن تحل أبدا، ولو أقاموا آلاف المؤتمرات.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور محمد – ماليزيا
وسائط
1 تعليق
-
جزاكم الله خيرا وفي ميزان حسناتكم ان شاء الله