- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
السعودية تبني مشروع نيوم بقتل أفراد شعبها
(مترجم)
الخبر:
مقتل زعيم عشائري سعودي بعد رفضه التخلي عن منزله لمشروع نيوم، حيث قال: "لا أريد أن أغادر، أريد أن أبقى في منزلي. لا أريد تعويضاً، لا أريد شيئاً. أريد بيتي فقط". أطلقت القوات السعودية النار على عبد الرحيم الحويطي من قبيلة الحويطات بعد رفضه التخلي عن منزله من أجل إفساح المجال لما يسمى بالمشروع الضخم في المملكة، الذي بدأه ولي العهد محمد بن سلمان. (ميدل إيست مونيتور، 17 نيسان/أبريل 2020).
التعليق:
في 14 نيسان/أبريل 2020، نشر عبد الرحيم الحويطي من قبيلة الحويطات في بلدة الخريبة الشمالية الغربية مقطع فيديو على الإنترنت انتقد فيه مشروع نيوم الضخم وكشف المناطق التي تم فيها إبعاد جيرانه قسراً بعد مواجهة ضغوط من الحكومة ورفض التعويض المالي للإخلاء. وقال إن الناس يُمحون من منازلهم ولا يوافق الناس على ما يحدث على الإطلاق. لكن الطريقة التي تعاملت بها الدولة مع الأمور لا يمكن وصفها إلا بالإرهاب... إرهاب الدولة. كما توقع قتله على أيدي قوات الأمن، قائلاً: "لن أتفاجأ إذا جاءوا لي وقتلوني في منزلي الآن كما يفعلون في مصر، وألقوا السلاح في منزلك وأطلقوا عليك إرهابياً... هذا منزلي وسأحميه". يوم الأربعاء، أكدت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) مقتل الحويطي وادعت أنه رفض الاستسلام وأطلق النار على قوات الأمن، مما أدى بعد ذلك إلى قتال مميت. لكن المدافعين عن حقوق الإنسان يعتقدون أن الحويطي تم استهدافه بسبب معارضته العلنية لمشروع مدينة نيوم.
أمل محمد بن سلمان في عام 2017، أنه سيبني مدينة جديدة للمساعدة في تنويع الاقتصاد السعودي بحلول عام 2030 لتصبح مركزاً لـ"السياحة والابتكار والتكنولوجيا" كجزء من رؤيته لتحويل صورة المملكة إلى واحدة "أكثر اعتدالا" وتنويع اقتصادها القائم على النفط. تتطلب المستوطنات الجديدة من قبيلة الحويطات مغادرة منازل أجدادهم لإفساح المجال للمنازل الجديدة. يرفض الحويطات المغادرة ويثير الحويطي القضية على مستوى العالم. وجاءت وفاته بعد أنباء عن قيام السعودية بإعدام 800 شخص.
وفقاً للشريعة، يحظر أخذ ملكية أي فرد، سواء أكان مسلماً أم غير مسلم، إلا لسبب شرعي. قال الرسول e «إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا فِي شَهَرِكُمْ هَذَا».
لا يمكن القول إن الحاكم يستطيع أن يأخذ ملكية الفرد كجزء من حكمه لمصالح الشعب لأن له الحق في إدارة شؤون الدولة. وذلك لأن رعاية الشؤون هي خدمة مصالح الشعب وفق أحكام الشرع، وليس إدارة مصالح الشعب حسب رأي الحاكم، وبالتالي لا يملك الحاكم أي سلطة في ذلك. وإن فعل ذلك يكون قد أقدم على أمر نهى عنه الله سبحانه وتعالى، وإن فعل ذلك فسيعتبر الإجراء ظلماً وسيُقدم إلى المحكمة من أجله وستُعاد الملكية إلى صاحبها.
وفي عهد عمر بن الخطاب، تم توسيع المسجد الحرام في المدينة المنورة، حيث اشترى عمر المنازل المحيطة بالمسجد النبوي، وهدمها ووسع فيها المسجد. ولكن العباس رضي الله عنه رفض بيع منزله الذي حاصره المسجد، ورفع دعوى قضائية ضد الدولة في محكمة القاضي أبي بن كعب رضي الله عنه. أصدرت المحكمة حكمها ضد الدولة، ورأت أن الملكية الخاصة لا يمكن الحصول عليها غصباً. ووافق عمر رضي الله عنه على حكم المحكمة، وعندها قام العباس رضي الله عنه بإهداء منزله طوعا لتوسيع المسجد، وقبل عمر الهدية بامتنان، وقدم سكنا بديلا للعباس. (السنن الكبرى للبيهقي).
لذا فإن ما فعلته الحكومة السعودية أمر محظور وهو حرام. فعلى العلماء هناك أن يبينوا رأيهم ضد هذه الأعمال الظالمة التي لا تخدم الإسلام أصلا. علاوةً على ذلك، فإن مشروع نيوم هو علمنة للسعودية وجعلها تتحرك نحو التغريب الذي يطلق عليه (رؤية 2030) ولإكمال هذا المشروع الشرير، يضطهد النظام السعودي شعبه من خلال قتلهم وإجبارهم على التخلي عن أراضيهم.
السعودية بحاجة إلى تغيير، ولكن ليس باتجاه الغرب فهي تحتاج إلى الخلافة الراشدة. التغيير الذي يجب أن يتم فعلاً هو تغيير على أساس الإسلام يتخلص من حكام آل سعود ويعطي السلطة للأمة التي ستقطع مخالب دول الكفار وتنفذ شريعة الله عز وجل.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حميد بن أحمد