- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
التضليل والخداع والاستخفاف
ماذا يجب أن نتوقع من السياسيين الرأسماليين؟
(مترجم)
الخبر:
واجه بوريس جونسون ثورة استثنائية ومتنامية من داخل حزبه يوم الثلاثاء بسبب رفضه إقالة كبير مستشاريه، دومينيك كامينغز، لخرقه قواعد الإغلاق.
في يوم من التطورات الدراماتيكية، استقال وزير صغير، ودعا أكثر من 30 نائبا محافظاً آخرين إلى استقالة كامينغز، حيث شهدت العديد من صناديق البريد الوارد مئات الرسائل الغاضبة من الناخبين.
ويأتي ذلك بعد تحقيق أجرته صحيفة الجارديان وديلي ميرور للكشف عن رحلات كومينغز السرية السابقة إلى وحول شمال شرق إنجلترا في أواخر آذار/مارس وأوائل نيسان/أبريل.
وكتب وزير الدولة لشؤون اسكتلندا دوغلاس روس في تغريدة "سكان من دائرتي لم يتمكنوا من وداع أقربائهم: عائلات لم تتمكن من تشارك الحزن (على وفاة قريب)، ناس لم يتمكنوا من زيارة أقربائهم المرضى لأنهم كانوا يتبعون توصيات الحكومة".
وتابع "لا يمكنني بنية طيبة أن أقول لهم إنهم كانوا جميعاً مخطئين وإن مستشاراً للحكومة كان على حق".
الثورات الكبيرة نادرة في مثل هذه المرحلة المبكرة بعد فوز انتخابي هائل، لكن كامينغز كان بالفعل شخصية مثيرة للانقسام، ورفضه الاعتذار عن خرق واضح للقواعد يبدو أنه قد مس أعصاب الجمهور المتعبة. (صحيفة الجارديان)
التعليق:
في كل يوم في بريطانيا هناك فضيحة حكومية جديدة تحتاج إلى التستر عليها أو تشتيت الانتباه عنها، ولا تؤدي الأزمة الجديدة كل يوم إلا إلى صرف الانتباه عن تلك التي حدثت بالأمس. تشمل الأزمات الأخيرة الفشل في الحجر الصحي، والإهمال القاسي للضعفاء في دور الرعاية، والكذب حول عدد اختبارات الفيروس التي يتم إجراؤها يومياً، في ظل الإبلاغ عن معدل الوفيات الحقيقي، وغيرها الكثير، وكلها مدفوعة الآن جانباً لإفساح الطريق لكارثة هي ازدراء دومينيك كامينغز للقواعد التي وضعها.
دومينيك كامينغز مستشار خاص لرئيس الوزراء بوريس جونسون. تم تعيينه مباشرة وقد عُرف بسمعة كونه متنمّراً وكذاباً معتاداً ولا يخجل من استخدام جميع أنواع التكتيكات غير النزيهة لتحقيق أهدافه. تم تعيينه لقيادة الحملة التي سبقت استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث استخدم إلى جانب بوريس الخوف وعدم الأمانة والتلاعب من أجل الفوز. كما كان مسؤولاً عن فوز بوريس جونسون في الانتخابات العامة.
لا تحب الخدمة المدنية التقليدية الطبيعة الخلافية والمثيرة للجدل لدومينيك كامينغز، تماماً كعدم ثقتها في كفاءة بوريس جونسون. يشعر العديد من أعضاء حزب المحافظين بالذعر من الأسلوب الرئاسي المتزايد لرئاسة الوزراء، حيث لا تتم استشارة الوزراء أو حتى إبلاغهم بالتغييرات في التشريعات قبل إعلانها للبلاد. وإزاء هذه الخلفية، فإن دفاع بوريس جونسون عن رواية السيد كامينغز التي بالكاد تتمتع بالمصداقية للأحداث تقابل بمزيد من الشك كل يوم.
كانت السياسة البريطانية تدار بشكل تقليدي من الخدمة المدنية غير المنتخبة، التي تمثل مصالح النخبة الرأسمالية والأرستقراطية، مع كون حزب المحافظين الشريك الراغب في هذا الخداع الديمقراطي. حولت حكومة حزب العمال الجديد لتوني بلير بعض نفوذ موظفي الخدمة المدنية إلى مجموعة موسعة من المستشارين الخاصين، الذين يعملون مباشرة لحساب الحزب الحاكم والمخلصين له ولمصالحه. كانت السلطة تتحول داخل المؤسسة البريطانية منذ عقود، مع انقسامهم المميت حول أوروبا كونها عرضاً أكثر من كونها سبباً.
في وقت من الأوقات كان الشعب البريطاني يعرف مكانه وكان مخلصاً للمؤسسة، التي اعتقدوا أن مصالح البلاد الفضلى هي في صميمها. السياسة الداخلية الأخيرة، وخطة إنقاذ المصرفيين للأزمة المالية لعام 2009، وخروج بريطانيا، والاستجابة لفيروس كورونا، ومثل هذا الازدراء المتغطرس للرأي العام كما هو واضح مما فعل كامينغز وجونسون، يكشف للحكومة البريطانية ومؤيديها حقيقة ما هم عليه من الجشع الرأسمالي.
﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِنْ لَا يَشْعُرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يحيى نسبت
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا