رسائل ومنح إلهية

الخبر:

مظاهرات تعم أمريكا ودولاً غربية أخرى، وكساد اقتصادي.

التعليق:

جربت البشرية في المئة سنة الماضية مبدأين، أحدهما أنكر وجود الخالق، وخالف فطرة الإنسان؛ فانهار واندثر. وآخر فصل الدين عن الحياة، وأطلق العنان للعقل المحدود العاجز ليشرع ويضع القوانين، وجعل المنفعة مقياسه، والأنانية غطاءه؛ فدمر البشرية وجعلها تعيش في ضنك وأزمات. مبدأ ادعى الريادة والتحضر، وصعد في سلم العلم والتكنولوجيا، وترك الإنسان في خواء روحي، فلا طمأنينة، ولا انشراح صدر، وإن تنعّم ظاهره، ولبس ما شاء، وأكل ما شاء، وسكن حيث شاء، قلق وحيرة وشك أصاب البشرية وأظهر عوار الرأسمالية.

وما إن أطلت جائحة كورونا واجتاحت بلاد الغرب والشرق، وظهر فشل الأنظمة في التعامل معها أو معالجة آثارها، وزاد عدد الوفيات عن مئة ألف في أمريكا وحدها، فحاولت تحميل فشلها على الصين التي لا تقل إجراما عنها.

ثم تلاها الإعلان الرسمي عن دخول الاقتصاد الأمريكي في كساد كان متوقعا قبل كورونا؛ ليزيد من ضعف الغرب ضعفا آخر.

ثم تبع ذلك مظاهرات عارمة عمت أمريكا ودول الغرب ولم تقف عند حد أصحاب البشرة السمراء، بل شملت الجميع في رفض صريح للمبدأ الرأسمالي.

أزمات ومصائب تترى، وصراعات عنصرية وقومية؛ أوصلت الغرب إلى ضعف ما بعده ضعف، ورسائل إلهية للعباد بعامة، تلفت انتباههم ليعودوا إلى رشدهم، ويتمسكوا بشرع ربهم ويعملوا مع العاملين المخلصين لتخليص البشرية من فساد العقيدة الرأسمالية.

إن ما يحدث للغرب منحة إلهية إلى أهل القوة بخاصة، من إخواننا وأبنائنا في جيوش المسلمين؛ ليتجهوا صوب مشروع الأمة الذي بينه حزب التحرير لاستئناف الحياة الإسلامية، وليعطوه النصرة ليعلنها خلافة على منهاج النبوة، يرضى عنها رب البرية، وتنعم بالعدل والطمأنينة كل البشرية.

إن الغرب وصل لحالة لا يقوى فيها على الوقوف أمام أهل الحق؛ لما أصابه من ضعف، ناهيك عن أن يمد يده لعملائه رويبضات هذا الزمان الذين نصبهم على رقاب العباد والبلاد.

رسائل ومنح إلهية تظهر أن أمريكا والغرب وهمٌ ونمرٌ من ورق، وحضارته على شفا جرف هار، تنتظركم عباد الله لتنهار، فهلمَّ إلى خير الدنيا والآخرة.

وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله ناصر – ولاية الأردن