- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
من أين تأتي كل هذه العنصرية القاتلة؟ بوريس جونسون وأمثاله!!
(مترجم)
الخبر:
عقب الاحتجاجات العنيفة المستمرة التي وصلت إلى بريطانيا بعد مقتل جورج فلويد في أمريكا، اكتشفت وسائل الإعلام البريطانية مقالا قديماً كتبه رئيس الوزراء الحالي بوريس جونسون عام 2002، والذي يلقي الضوء فيه على العنصرية التي تقتل الكثير من الرجال السود. ووفقاً لصحيفة الإندبندنت في الثالث عشر من حزيران/يونيو، قال بوريس جونسون إن الاستعمار في أفريقيا ما كان يجب أن ينتهي أبداً وقلّل من دور بريطانيا في تجارة الرق.
التعليق:
قبل ذلك بساعات فقط، قتلت الشرطة رجلاً أسود في أتلانتا غير جورج فلويد: رجلاً آخر أسود. أصيب برصاصة في ظهره أثناء هروبه من الشرطة بدون أن يرتكب أي جريمة باستثناء النوم في سيارته، التي كانت متوقفة خارج المطعم، احتفل بعيد ميلاد ابنته قبل ساعات وأمل أن يقضي معها اليوم التالي. اقترب منه الضباط ووجدوه بكامل وعيه وغير مسلح وهادئ في البداية، ولكن بعدما اعتقلوه للاشتباه في شرب الخمر أصبح مضطرباً وتصارع مع الضباط. بعد لحظات، توفي رجل أسود آخر على يد ضابط قال بفخر، "لقد تمكنت منه"...
لماذا حياة السود رخيصة جداً في أمريكا؟ من أين أتت كل هذه الكراهية؟ إنه ليس أمراً فريداً بالنسبة لأمريكا، ولكن أمريكا تحمل السلاح كرمز للحرية المنصوص عليها في دستورها مما أدى إلى عسكرة الشرطة. هذه الكراهية هي غطاء للذنب، وقد عبّر بوريس جونسون في مقالته عام 2002 لمجلة سبيكتاتور الاستعماري يجسدها جونسون في رحلته إلى أفريقيا كوزير للخارجية، عبر عن انزعاجه من الوضع الذي تعيشه القارة، حيث كتب: "لكنها ليست وصمة عار علينا. لا تكمن المشكلة في أننا كنا مسؤولين مرة واحدة، ولكن أننا لم نعد مسؤولين أبدا".
وفقاً لجونسون، كانت أوغندا في حاجة إلى بريطانيا لإنقاذها من "العبيد العرب" وأسوأ من ذلك حسب قوله: "أن ثمرة جاك، المعلقة أكبر من رأسك ومغطية بعقد رباعية السطوح الخضراء" وصفها بـ"مقرفة بشكل أو بآخر"، وبالتالي يبرر بهذا مزارع البن والقطن والتبغ البريطانية. لا يكتفي جونسون بوصفه أنه أنقذ السود من ثمرة جاك المزعجة، التي لا يريد الرجال البيض شراءها، ولكن يوجه جونسون غضبه على حبهم لفاكهة خبيثة أخرى: الموز. وقال "إذا اعتمدوا على أنفسهم، فلن يحصل السكان الأصليون على شيء سوى إشباع أنفسهم من الكربوهيدرات الموجودة في الموز. على الرغم من أن السكان كانوا يستمتعون به، رأى المستعمرون أن سوق التصدير كانت محدودة". بعد أن وصف جونسون السكان بالغباء وإدمانهم على الكربوهيدرات، انتقل إلى مجاز استعماري مشترك آخر، قائلا "يتنقل الناس على دراجات سوداء كبيرة". قاصدا أن الأوغنديين لم يتطوروا من الناحية التكنولوجية لصنع دراجاتهم الخاصة، ولكن المعنى الضمني لهذا هو أن هؤلاء السود كسالى. غير وصفه لنا بالغباء والإدمان والكسل يظهر أن السود جماعة اغتصاب وقتل، حيث قال، "أخبرني أحدهم كنا نغتصب، وكنا نقتل"، وقيم أحد الرجال البيض الناس جميعهم بالفساد: "كما قال أحد المسؤولين البريطانيين، "لقد كنت في أفريقيا منذ زمن بعيد، وهناك شيء واحد لم أستطع فهمه، لماذا يعاملون بعضهم البعض بوحشية شديدة؟"
سيكون من السهل على الأفريقي أن يقارن عكسيا نفس المقارنة من خلال فحص انتقائي للتاريخ الأوروبي الأبيض. ألا يوجد نقص في الغباء والكسل عندهم؛ عندما يستلقي صفوف من الناس تعرض جسمها للسرطان الذي يسببه الأشعة فوق البنفسجية بتعرضهم لساعات على شاطئ مشمس. وهل عدم إدمانهم سبب لهم السمنة الوبائية واستهلاك الطعام غير المرغوب فيه للتغلب على "إشباع الكربوهيدرات الفوري من الموز". وبالنسبة للقتل والاغتصاب: هذا أمر طبيعي يومي، بينما في الحرب يمكن ذكر سربرينيتشا، والحرب الأهلية الإسبانية، والحرب الأهلية الأمريكية أو أوشفيتز على سبيل المثال. مثل هذه المقارنات تحاكي عبث المبررات الاستعمارية التي لا تزال آثارها منتشرة للغاية.
سُلبت كرامة ونبل السود في الأدب الاستعماري للسماح للرجل الأبيض الاستعماري بالعيش مع جرائمه الشنيعة. بعد قرنين من الإلغاء القانوني للعبودية في الولايات المتحدة، لا تزال العنصرية الوحشية التي دعمها تصيب وتفسد تلك الأمة كما تفعل الدول الاستعمارية الأخرى التي بنت ثروتها على القمع. هذه حقيقة تبين أن المملكة المتحدة التي لديها رئيس وزراء تبنى دون خجل مثل هذه الآراء لن تهتم لضباط شرطة يفرغون أسلحتهم دون تفكير في ظهور رجال سود يعيشون يومياً حالة خوف من المضايقة أو القتل في أمريكا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله روبين