- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
تسعيرة الدواء والمزيد من الضنك!!
الخبر:
أصدر تحالف الكوادر الصحية القومي تنسيقية الصيادلة والإمداد الدوائي بياناً بخصوص زيادة أسعار الدواء حيث ذكر: (في خطوة مفاجئة أجاز المجلس القومي للأدوية والسموم التابع لوزارة الصحة زيادة في أسعار الأدوية المصنعة محلياً بنسبة تقارب 100 في المائة). (متاريس نيوز، 2020/7/6م)
التعليق:
لقد سبق لوزارة الصحة أن رفضت زيادة سعر الدواء بهذه النسبة التي كانت تطالب بها الشركات المصنعة للدواء، وها هي الوزارة الآن تستجيب للمطالب نفسها التي سبق أن رفضتها؛ وذلك لأن البديل هو دفع مبلغ 55 ألف دولار شهرياً بالسعر الرسمي الذي حددته الدولة البالغ 55 جنيهاً لاستيراد مدخلات الدواء، كي يبقى الدواء على سعره الحالي. وبما أن الدولة قد قررت رفع يدها عن جميع السلع والخدمات فكان الخيار الأول مضاعفة سعر الدواء هو خيار الدولة، تاركة الإنسان الضعيف يواجه مصيره المحتوم وذلك بجلب المزيد من الضنك على الناس.
كي نفهم تصرف الدولة في سيرها بخطا متسارعة في سياسة التحرير الاقتصادي والتي ما حلت ببلد إلا حل معها الخراب والدمار... لكي نفهم هذا الأمر، لا بد من الرجوع لطبيعة النظام الرأسمالي الذي تستند إليه هذه السياسات؛ فهو نظام يكون دور الدولة فيه المحافظة على الحريات وترك آلية السوق تسير بدافع ذاتي فتحقق الشركات الكبرى مكاسب ضخمة على حساب المنتجين الحقيقيين والمستهلكين معاً، ولما أصبحت هذه الشركات عابرة للقارات كان لا بد لها، وهي الحاكم الفعلي للعالم، من تهيئة اقتصاديات دول المواد الخام، وهي الدول الأكثر فقراً في العالم، كي تحقق لها مزيداً من الأرباح، وهنا يحين دور المؤسسات المالية الدولية التي تتدخل لتفرض شروطاً على هذه الدول تفتح بموجبها أسواق الدول مشرعة كي تشبع نهم هذه الشركات الجشعة، ولذلك هم يفضلون أن يكون وزير المالية من الموظفين السابقين في الصناديق الدولية حتى يكون أكثر استعداداً لتنفيذ ما يطلب منه، وهو إما أن يكون عميلاً، أو لا يفقه في الاقتصاد غير هذه السياسات التي أفنى حياته في خدمتها فيصر على تنفيذها بكل حماس مع ما يراه بأم عينيه من معاناة الناس.
إن طبيعة الدولة في النظام الرأسمالي تتناقض مع طبيعة الدولة في النظام الإسلامي والتي يكون الحاكم في الأخيرة مسؤولاً عن أفراد أمته فرداً فرداً، قال ﷺ: «الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» (البخاري)، وكذلك لا يجوز له أن يغش الرعية أو يخدعهم كما قال ﷺ: «مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنَ المُسْلِمِينَ، فَيَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهُمْ، إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ» (البخاري)، وأيضا يمنع الحاكم كل شيء يدخل على أسعار المسلمين ليغليها عليهم، وذلك استجابة لقول الرسول ﷺ: «مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ، فَإِنَّ حَقّاً عَلَى اللَّهِ أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِنَ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (رواه الإمام أحمد والحاكم وغيرهما).
إذن هذه هي طبيعة نظام الإسلام العظيم الذي هو وحده القادر على إخراج البشرية كلها من ضنك وشقاء النظام الرأسمالي وجعلهم يعيشون حياة كريمة في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس حسب الله النور
وسائط
1 تعليق
-
بارك الله جهودكم الطيبة ونفع بكم