- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾
الخبر:
لقد تتالت التعليقات والأخبار بعد إعادة آيا صوفيا إلى مسجد، بعد أن حوّله المجرم مصطفى كمال إلى متحف. ونذكر على سبيل المثال موقف الحكومة اليونانية التي قالت إن قرار القضاء التركي الذي يفتح الطريق أمام تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد "استفزاز للعالم المتحضر".
التعليق:
أولا: لا غرابة في هذه التعليقات والتصريحات من الغرب والشرق بل وبعض المنافقين في بلاد الإسلام من إعادة آيا صوفيا إلى ما كان عليه في زمن دولة الخلافة العثمانية، فليست غريبة هذه المواقف ولا التصريحات ولا هذه الشخصيات والرموز بل إن إعادته مسجدا أظهرت لنا موقفين:
موقف الغرب ومن معه الذين أجبرهم الأمر على النطق والتصريح ليُخرج الله ما في قلوبهم مصداقا لقوله تعالى ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ حيث ورد في تفسير هذه الآيات ما ذكره ابن كثير رحمة الله عليه: "قال تعالى: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾، أي: قد لاح على صَفَحات وجوههم، وفلتات ألسنتهم من العداوة، مع ما هم مشتملون عليه في صدورهم من البغضاء للإسلام وأهله، ما لا يخفى مثله على لبيب عاقل؛ ولهذا قال تعالى بعدها: ﴿قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾"، وقال القرطبي: "قوله تعالى: ﴿وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾ إخبار وإعلام بأنهم يبطنون من البغضاء أكثر مما يظهرون بأفواههم".
وموقف المؤمنين الذين كان موقفهم من موقف العقيدة بعودة الأمر إلى ما كان عليه من فرح كبير لأمر يظهر حقيقة هذه الأمة العظيمة وتعطشها للإسلام وأحكامه وأيام العزة في ظل الخلافة، فكيف لو كان الأمر بعودة الإسلام كاملا إلى الحكم وإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة؟
ثانيا: أين كان الغرب وكل من وقف معهم يوم قُتل المسلمون في الشام والشيشان وبورما والجزائر والعراق وأفغانستان وتدمير مساجدهم واغتصاب نسائهم وإزهاق أرواحهم؟!
أين موقف روسيا مما فعلته بالمسلمين في زمن الشيوعيين وفي زمن روسيا يلتسين وبوتين في القرم والشيشان وما فعلته وتفعله في الشام وليبيا؟
أين موقف فرنسا من مذابحها التي ارتكبتها في الجزائر، وجرائمها ضد المسلمين وضد مساجدهم التي يشيب لهولها الطفل الرضيع؟
أين موقف الكنسية الغربية والشرقية من مذابح محاكم التفتيش في البوسنة والهرسك...؟
أين كنتم وأين أنتم مما تفعله يهود في فلسطين والمسجد الأقصى المبارك، وكل أنظمة الغرب الكافر المجرم؟ بل وأين أنتم مما يفعله عملاؤكم في بلاد المسلمين، غير التأييد والمباركة والصمت المخزي في بعض الأحيان؟
أين أنتم من قطعة قماش تضعها المسلمة فوق رأسها فاتخذتم كل قرارات الخزي ضدها في تحيز واضح مكشوف؟
أين أنتم مما تفعله الصين في المسلمين الإيغور، ومما تفعله أمريكا وفعلته في العراق وأفغانستان والشام، ومعها بريطانيا التي قتلت من المسلمين مما يعجز اللسان عن ذكره؟ أليست صواريخكم ما دكّت منابر مساجدنا وقتلت المصلين ركعا وسجدا؟
أين أنتم من صرخات الأيامى ونوح الثكالى ودموع الأمهات المسلمات...؟
أين عالمكم المتحضر على حد زعمكم من كل هذا وغيره؟ أين إنسانيتكم يا دعاة حقوق الإنسان؟!
والله لقد كفرنا بكم وبمبادئكم وأفكاركم، وبدموع التماسيح التي تذرفونها. فلقد نظرنا إلى أفعالكم وتصريحاتكم ومواقفكم التي أظهرت حقيقة ما في قلوبكم.
ولنا ولكم موقف حق حين يأذن الله بنصره لهذه الأمة، وعهدا علينا لن ننسى تلك التصريحات ولا المواقف... عهدا علينا لن ننسى أمّاً جفت دموعها فبكت دما، وصرخة طفل في الشام والشيشان أين أبي، وحسرة أب مات قهرا حين اغتصبت زوجه وابنته... عهدا لن ننسى.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حسن حمدان
وسائط
1 تعليق
-
تحليل مميز بوركتم وبوركت يمناكم أستاذنا الفاضل