- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
فض اعتصام فتابرنو بدارفور تكرار لمجزرة فض اعتصام القيادة العامة وغياب مسؤولية الدولة
الخبر:
قتل 9 أشخاص على الأقل وأصيب 20 آخرون، الاثنين 2020/7/13م، في هجوم مسلح على معتصمين بمنطقة "فتابرنو" بمحلية "كتم" شمال دارفور، وقررت الحكومة تبعا لذلك فرض حالة الطوارئ في كامل أنحاء الولاية، وأن مليشيات مسلحة مجهولة الهوية، تستغل الدراجات النارية، والجمال والخيول، وصلت إلى"فتابرنو"، وأشعلت النيران في ميدان الاعتصام، حيث كان يطالب أهالي المنطقة المعتصمون بتوفير الحماية لهم من المليشيات المسلحة وتطبيق العدالة بحق المجرمين. (سودان تريبيون).
التعليق:
ليس مستغرباً أن تتكرر مجزرة فض اعتصام القيادة العامة بالخرطوم مرة أخرى في فتابرنو بدارفور لأننا وبعد مرور أكثر من عام على مجزرة القيادة العامة لم يقدم للمحاكمة ولا شخص واحد من أولئك المجرمين، وإنما تماطل الحكومة بتكوين لجان تحقيق في كل جريمة لتُنسي الناس حقوقهم بالرغم من أن كل أهل السودان يعلمون من قام ويقوم بتلك المجازر، وها هي الجريمة تتكرر اليوم في فتابرنو لتؤكد أن المجرم لا زال حراً طليقا بل تحت حماية من هم على سدة الحكم، أين كانت الدولة عندما دخلت (مليشيات) إلى ميدان الاعتصام وقامت بضرب الرصاص الحي وقتل الناس وحرق مكان الاعتصام بالكامل في غياب تام للدولة لتصل بعد ساعات طوال من هذا الحادث؟! فهي ليست متفرغة لحماية الناس وتوفير الأمن لهم بل مشغولة بتنفيذ أوامر الغرب الكافر بالتعديلات القانونية المخالفة لعقيدة أهل البلاد، ومشغولة بتنفيذ روشتات صندوق النقد الدولي، فأهل البلاد هم همها الأخير، ثم تصرح الدولة بأن مجهولين قاموا بالاعتداء على الاعتصام! وكالمعتاد تقوم الدولة بتشكيل لجنة تحقيق فهذا ما تجيده. إن فض اعتصام فتابرنو بتلك القوة المفرطة ليدل على أن الدولة ما جاءت لتنفيذ مطالب أهل البلاد ولا تنفيذ (مطلوبات الثورة) كما تدعي الحكومة، والعجيب أنه بدل أن تقوم الدولة بتوفير الأمن للناس ابتداءً تقوم بمواجهة من يطالب بحقه في الأمان!
إن السلام الذي تتحدث عنه الدولة ليس مقصوداً به أمن الناس ولا اطمئنانهم لأنه في الوقت الذي تتفاوض فيه الحكومة والحركات المسلحة مدعين أنهم يسعون لتحقيق السلام ووضع السلاح جانبا، يتم ارتكاب المجازر على بصر وسمع الحكومة، فالدولة تستفيد من تلك الدماء التي تسفك في غرب البلاد وشرقها لتسير في تنفيذ المخطط الغربي الذي يسعى إلى تفتيت ما تبقى من السودان.
يجب أن يعلم أهلنا في السودان أن هذه الحكومة هي عبارة عن امتداد لنظام الظلم والفساد الذي خرجوا عليه من قبل، ولن يجدوا منه إلاّ مثل هذا السلوك القبيح، فهؤلاء كل همهم هو الجلوس على كرسي الحكم ولو على جماجم الناس، وإن توفير أمن الناس هو آخر همومهم.
إن نظام الإسلام هو الوحيد القادر على توفير الأمن للناس ابتداء ولا يحتاج الناس أن يطلبوا من الحاكم ذلك لأنه واجبه الذي كلف به، فالحاكم مسؤول عن رعاية شؤون الناس ومنها توفير الأمن لهم، قال رسول الله ﷺ: «فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» (متفق عليه)، وقد قام رسول الله ﷺ بتنفيذ ذلك عمليا فقد روى أنس بن مالك قال: «وَلَقَدْ فَزِعَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَانْطَلَقَ نَاسٌ قِبَلَ الصَّوْتِ فَتَلَقَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ رَاجِعًا وَقَدْ سَبَقَهُمْ إِلَى الصَّوْتِ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ لِأَبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ فِي عُنُقِهِ السَّيْفُ وَهُوَ يَقُولُ لَمْ تُرَاعُوا لَمْ تُرَاعُوا» (مسلم)، فالواجب العمل لاقتلاع هؤلاء الحكام بنظامهم الفاسد من الجذور وإقامة نظام الإسلام؛ الخلافة مكانهم حتى ينعم الناس بحياة آمنة مطمئنة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أكرم سعد
وسائط
1 تعليق
-
لا حل ولا خلاص إلا بالخلافة الراشدة اللهم هيئ للأمة سبيل إقامتها ورفع رايتها