- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
توفير الأمن بين ظلم الرأسمالية وعدل الإسلام
الخبر:
لقي 13 مواطناً مصرعهم وأصيب 11 آخرون بجروح متفاوتة جراء هجوم غادر شنته مليشيات مُسلحة على منطقة فتابرنو التي تتبع إلى مدينة كتم في ولاية شمال دارفور وشردت الأطفال وحرقت سوق المنطقة ونشرت الرعب والهلع وسط المواطنين وأهالي المنطقة في غياب تام من الأجهزة الأمنية. (جريدة التيار 2020/7/14م).
التعليق:
إن منطقة فتابرنو وغيرها من مناطق دارفور ليست هي المرة الأولى التي تحصل فيها مثل هذه الأحداث. فبالأمس القريب اعتصم الناس فيها لمدة خمسة أيام قبل هذه الأحداث وكانت مطالبهم توفير الأمن لزراعتهم وماشيتهم وحياتهم، وأيضاً قبلهم كانت منطقة نرتتي بمحلية جبل مرة طالبت بالمطالب نفسها وهي أبسط ما يمكن أن توفره لهم الحكومة ولكن أس المشكلة هي في الحكومات الوطنية العميلة التي تعاقبت على السلطة في السودان.
هنا نسأل سؤالاً لماذا تعجز هذه الحكومات الوطنية، منذ أول حكومة سودانية إلى الآن، عن توفير الأمن لرعاياها وهو أبسط شيء يمكن أن تقدمه لهم؟!
الإجابة بكل بساطة أن هناك صراعاً دولياً في السودان يقوده الاستعمار الرأسمالي؛ فمنذ خروجه بجيشه خاصةً في المناطق الطرفية للبلاد ومنها دارفور ظلت الصراعات بين الحكومات المتعاقبة والمتمردين بدعم من دول الاستعمار. فقد صرحت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية في عهد بوش قائلة: "إن الذي دفع الإدارة الأمريكية للاهتمام بالسودان الدين والنفط!" فالسودان مليء بالثروات خاصة دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان والجنوب، وقد وجد الاستعمار بغيته بعدم رعاية الحكام لرعاياهم، خاصة المناطق الطرفية؛ فأوجد ما يسمى بفكرة الهامش وتغذيته للنعرات القبلية في تلك المناطق فكان الكتاب الأسود للترابي الذي غذى تلك النعرات، ومن قبله تقسيم السودان إلى أقاليم في عهد نميري، ثم من بعده حكومة الإنقاذ التي سلحت المليشيات العرب (الجنجويد) على غيرهم، فأصبح سكان المنطقة ما بين نيران القبلية وعدم رعاية الحكام لهم. فإما أن يموتوا بنيران المدفعية أو بالجوع والمرض، والعجيب أن الذين يتحدثون عن تهميش هذه المناطق من أبنائها يكتفون بمحاصصات في السلطة متى ما أعطوا منها رضوا أو ينادون بفكرة حق تقرير المصير (الانفصال) بحجة الهامش، مما يدل على العقلية الموجهة من الاستعمار.
الحل يكمن في إزالة الاستعمار من جذوره بأفكاره ومفاهيمه، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا بفكرة صحيحة تقوم على أساس قطعي بتنظيم الحياة وحل المشاكل، ولا يوجد ذلك إلا في نظام الإسلام الذي تطبقه دولة الخلافة الراشدة التي تنظر لعلاج مشاكل الإنسان باعتباره إنساناً لا على الأساس القبلي أو الإثني، فترعى شؤون الناس كافة على هذا الأساس، وجنبات التاريخ مليئة بالشواهد، وخير شاهد تاريخ دارفور نفسه عندما كان يحكمه السلطان علي دينار الذي أوجد الأمن والطمأنينة بين القبائل كافة بالإسلام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
آدم دهب (أبو آسيا)