- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إزالة الجهاد والخلافة من كتب التربية الدينية الإسلامية رفض للأحكام الإسلامية
(مترجم)
الخبر:
في أوائل تموز/يوليو 2020، أعلن وزير الأديان للجمهورية إندونيسيا فخرو الرازي أن وزارة الأديان قامت بمراجعة 155 كتاباً للتعليم الإسلامي في المدارس الابتدائية والثانوية. وقال الوزير: "لقد راجعنا 155 كتابا مدرسيا. تتم إزالة المحتوى المشحون والراديكالية والحصري بشكل جذري. ويجب بناء الاعتدال الديني أي الوسطية في المدارس". وكانت إحدى المواد التي تم حذفها هي البحث عن الجهاد والخلافة لأنهما اعتبرتا من التعاليم الجذرية. ومع ذلك، وبسبب الكثير من المعارضة من المجتمع، تم تضمين كلتا المادتين في النهاية كجزء من التاريخ. ولذالك أضاف وزير الأديان أنه في نتائج المراجعة ما زالت الكتب الدينية الإسلامية تحتوي على مواد عن الخلافة ولكن فيها يوضح أن الخلافة غير مناسبة لإندونيسيا.
التعليق:
1. إن إزالة الجهاد والخلافة من كتب التربية الدينية الإسلامية في المدارس الابتدائية والثانوية هو رفض للأحكام الإسلامية، لأن الجهاد هو من الأحكام الإسلامية. كم من آيات القرآن والسنة النبوية تتحدث عن الجهاد. إن معارضة أحكام الجهاد هي نفسها معارضة لنصوص القرآن والسنة، ومنها قول الله سبحانه: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾ [آل عمران: 142]. وروى البخاري عن أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ سُئِلَ: أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ»، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «حَجٌّ مَبْرُورٌ».
2. وكذلك، فإن جعل الخلافة جزءاً من التاريخ فقط ونصاً على أن الخلافة غير مناسبة للتطبيق في إندونيسيا يتعارض مع آيات القرآن والسنة النبوية المتعلقة بالخلافة. فقد اتفق العلماء على وجوب المحافظة على الخلافة. يقول الرسول ﷺ: «يَكُوْنُ فِيْ آخِرِ أُمَّتِيْ خَلِيْفَةٌ يَحْثُوْ الْمَالَ حَثْياً لاَ يَعُدُّهُ عَدَداً» رواه مسلم. ويقول: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً عَاضّاً فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ» (رواه أحمد في مسنده ورجاله ثقات).
3. وأما القول بأن ذلك يتم في سياق الاعتدال الإسلامي "الوسطية" فإنه ليس سوى ذريعة لإبعاد الأحكام الإسلامية، لأنه لا توجد وسطية في الإسلام كما عرفها الغرب. فهم يفسرون "الوسطية" على أنها تعاليم تتكيف مع ظروف العصر وظروف كل منطقة حتى لو كان عليهم محاربة نصوص القرآن والسنة. في الواقع، إن مفهوم "وسطا" في سورة البقرة آية 143 ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ هو خير أمة. كما قال ابن كثير في تفسيره (ج1/ ص 454): ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾ أي لنجعلكم خيار الأمم. وقال الإمام الطبري في تفسير الطبري - (ج3/ ص 145): ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾، يعني جعلكم أمةً عُدولا. وبالتالي، فإن ما يسمونه الاعتدال (الوسطية) هو مجرد محاولة لتفسير أحكام الإسلام وفق مفاهيم علمانية سواء الرأسمالية أو الاشتراكية / الشيوعية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد رحمة كورنيا – إندونيسيا
وسائط
1 تعليق
-
اللهم احفظ شباب أمة محمد من كيد الكائدين وهيئ لهم من أمرهم رشدا