السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إعادة مسجد كاريا سيكون ذراً للرماد في العيون دون إعادة الإسلام للحكم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إعادة مسجد كاريا سيكون ذراً للرماد في العيون دون إعادة الإسلام للحكم

 

 

 

الخبر:

 

بعد آيا صوفيا.. أردوغان يصدر مرسوما بفتح جامع كاريا للصلاة. حيث أصدر مرسوما يقضي بإعادة فتح جامع كاريا بمدينة إسطنبول للصلاة، بعد أن ظل يستخدم كمتحف ومستودع طيلة 75 عاما.

 

التعليق:

 

كان أردوغان قد ظهر قبل يومين في خطاب للشعب التركي قائلاً إنه سيظهر يوم الجمعة ببشرى للشعب التركي، وقال: "نحن حالياً نعيش الحلم، هذه البشرى ستفتح عهداً جديداً لتركيا".

 

واليوم ظهر ليعلن إعادة مسجد كاريا لوضعه الطبيعي الذي كان عليه في ظل الخلافة العثمانية كمسجد. بعد أن أدخل في أوقاف السلاطين العثمانيين، حيث أمر عتيق علي باشا وزير السلطان بايزيد الثاني بتحويله لمسجد بعد شرائه من الكنيسة، في حادثة ثانية بعد إعادة مسجد آيا صوفيا والجدل الذي ثار حوله.

 

يصر كثيرون على اعتبار أردوغان نموذجاً للحاكم المسلم، وتصوير أعماله التي يقوم بها على أنها بطولات، بينما هو يصرح بلسانه أنه يحكم بالعلمانية، وأعماله شاهدة على ذلك.

 

في الوقت الذي يطبع فيه مع يهود ويعقد الصفقات التجارية بين تركيا وكيانهم المسخ بمليارات الدولارات، فإنه يحاول التغطية على ذلك بتصريحات جوفاء عن مقاطعة الإمارات لتطبيعها مع يهود، ثم بعد ذلك يَعُدّ بعض المسلمين ذلك بطولة منه!

 

في الوقت الذي سلم فيه أهل الشام للنظام المجرم وأقام الأسوار والجدران في وجه النازحين السوريين إلى تركيا، فإن تصريحاته عن المهاجرين والأنصار، وعن أخوة المسلمين جعلته في نظر البسطاء بطلاً!

 

في الوقت الذي يتحالف فيه اقتصادياً مع الصين، ويسلمها مسلمي الإيغور لتقوم باعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم، تجعله تصريحاته عن إدانة قمع إخوتنا في تركستان الشرقية شجاعا، هماماً!

 

وفي الوقت الذي يقوم فيه بزيارة قبر مصطفى كمال، ويحكم فيه بالعلمانية في كل مفاصل الدولة، يفهم بعض المسلمين من إعادة آيا صوفيا ومسجد كاريا إلى حضن المسلمين أنها بطولة!

 

لكنني أتساءل: أليست هذه المساجد أصلاً من أوقاف أجدادنا السلاطين العثمانيين؟ فأي فضل لأردوغان وأية بطولة في إعادتها لوضعها الطبيعي كمساجد بقرار قانوني أصلاً؟!

 

لماذا تتم الآن إعادتها وليس قبل ذلك؟! مع أن أردوغان لو أراد لفعل منذ أول يوم لاستلامه الحكم.

 

ألا تعني العلمانية أصلاً، أن يُترك الناس وما يعتنقون دون أن يحكم الإسلام كدين في السياسة وشؤون الحياة؟ أي أن يصلي المسلمون بقدر ما يشاؤون ويعمروا من المساجد ما يريدون شرط أن لا يتدخل المسجد في نظام الحياة، فلا يكون له أمر بمعروف ولا نهي عن منكر؟

 

أوليس هذا هو صلب ما يفعله أردوغان؟ فبينما هو يعيد مسجداً للمسلمين هو بالأصل ملكهم، فهو يشرعن ويحكم بالكفر، وكل مفاصل الدولة وأنظمتها تحكم وتُسيّر بغير ما أنزل الله!

 

لكن الأمة فيها من الواعين المخلصين الكثير. ونعلم بفضل الله الذي هدانا وبصّرنا وعلمنا أن نعرف الحق فنعرف أهله ولا ننخدع بأحاديث المخادعين، نعلم أن إعادة مسجد دون إعادة الإسلام ليس انتصاراً بل هو خداع وكذب وتضليل. كما أنّ هدم مسجد لا يعني هدم الإسلام، بل العبرة في النظام الذي يحكم والدستور الذي يُطبّق على الناس.

 

وإن تضليل أردوغان للمسلمين لا يزيدنا إلا يقيناً بقوة هذه الأمة. فردة فعل القوى الكبرى وعملائهم تخبرنا أن الأمة هي صاحبة الفعل وأن كل ما يحاك لها هو محاولات مستميتة لمنع نهضتها واستعادتها لسلطانها. وإننا على يقين أن ذلك كائن رغم أنف الحاقدين.

 

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بيان جمال

آخر تعديل علىالأحد, 23 آب/أغسطس 2020

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الإثنين، 24 آب/أغسطس 2020م 11:45 تعليق

    اللهم اجعله من شهود دولة الخلافة التي سترد له الصاع صاعين ، اللهم أرنا فيه بأسك وعجائب قدرتك

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع