- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مدينة الأضواء تتحول إلى مدينة الخراب
(مترجم)
الخبر:
كراتشي: لقي ما لا يقل عن سبعة أشخاص مصرعهم، قضى أربعة منهم غرقا، في حوادث مرتبطة بالأمطار في أنحاء المدينة، حيث اجتاح موسم الرياح الموسمية الخامس مدينة كراتشي يوم الجمعة. (الفجر الباكستانية)
التعليق:
كراتشي هي واحدة من المدن المهمة في العالم من حيث عدد السكان والإمكانات الاقتصادية والموقع الجغرافي الاستراتيجي. تُعرف كراتشي أيضا بـ"جوهرة التاج"، و"مجد الشرق"، و"مدينة الأضواء"، و"ليفربول الهند وباكستان" و"عروس المدن". أصبحت كراتشي أول عاصمة لباكستان التي تأسست حديثاً منذ الاستقلال حتى عام 1959م. فهي ليست أكبر مدينة في باكستان فحسب، بل هي أكبر ميناء ومركز صناعي للبلاد. مع تعداد سكاني يزيد عن 20 مليون نسمة ومؤسسات متداعية، تتحول كراتشي إلى مكب نفايات. وتكشف الأمطار الموسمية كل عام عن سوء إدارة المدينة، وتعتبر مياه الأمطار الممزوجة بمياه الصرف الصحي على الطرق المهترئة إحدى المشكلات. نقص الكهرباء يعني انقطاع إمدادات المياه، لكن هذا نعمة جزئياً في هذا الطقس لأن الأمطار تكلف بعض الأرواح من خلال الصعق بالكهرباء. فشل جميع أصحاب الشأن الرئيسيين الثلاثة في كراتشي، وحكومة السند بقيادة حزب الشعب الباكستاني، وحكومة المدينة التي يسيطر عليها رئيس البلدية المنتمي إلى الحركة القومية المتحدة، وحزب تحريك إنصاف الذي فاز بأغلبية مقاعد المجالس الوطنية والإقليمية من كراتشي، في معالجة هذه القضايا. على الرغم من كونها شريان الحياة للبلاد، فإن كراتشي تواجه أزمة مياه ومافيا الأراضي وتدهور حالة القانون والنظام.
لقد كان سكان كراتشي يتحدون كل أنواع المشاكل التي ألقيت في وجوههم، سواء أكانت وحشية الحركة القومية المتحدة، أو تلاعب حزب الشعب الباكستاني أو إهمال تحريك إنصاف وحزب الرابطة الإسلامية جناح نواز. هذه المدينة ذات الأشخاص الأقوياء والرائعين تستحق الأفضل بالتأكيد. وتلقي الحكومة الفيدرالية اللوم كله على حكومة المقاطعة، بينما تشكو حكومة المقاطعة من حرمان الحكومة الفيدرالية لها من جميع الحقوق. والخاسر الوحيد هم فقط سكان كراتشي، فلا شيء يؤثر على امتيازات وغطرسة المسؤولين أصحاب الشأن الذين يذرفون دموع التماسيح من أجل حقوق أهل كراتشي. لا ينبغي لأهالي كراتشي الاستهانة بقدراتهم والكنوز التي تحتفظ بها المدينة. إنهم الأبناء الشجعان لجنود محمد بن القاسم وعليهم اتباع نهجه وإعادة حكم الإسلام في المدينة. ستزول كل مآسي هذه المدينة الرائعة بمجرد أن تصبح تحت ظل الخلافة. فلن تستخدم الخلافة الموارد بأفضل ما في إمكانات المدينة فحسب، بل ستحرص أيضاً على حصول الناس على حقوقهم بأفضل الإمكانات. هذه المدينة الجميلة هي مركز لأعراق مختلفة وهم يستغلون هذا التنوع حالياً ضد سكانها. ولكن بمجرد أن يحكمها الإسلام سيصبح التنوع مصدر قوتهم حيث يؤمن الإسلام بالمساواة بين الأعراق. ولن تكون الأرواح الغالية لأهل كراتشي هدفاً للمعارك العرقية والصعق بالكهرباء والغرق في الفيضانات.
في ظل الخلافة لن يكون هناك عذر أو لعبة لوم بين مسؤولي الدولة. ستكون السلطة المعينة مسؤولة وخاضعة للمساءلة. لن تحمي الخلافة مسلمي كراتشي فحسب، بل ستريح مسلمي العالم وغير المسلمين الذين يعيشون في ظلها. وسيعين في المناصب المسؤولون الذين سيخدمون الناس وفقاً للشريعة الإسلامية وسيكونون مسؤولين عن أفعالهم.
روى عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ: «مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ مَالِهِ وَدَمِهِ وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلَّا خَيْرًا» (ابن ماجه)
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إخلاق جيهان