الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أنّى لمثل هذه الأنظمة الوضعية أن تنال شرف إقامة شعائر الإسلام؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أنّى لمثل هذه الأنظمة الوضعية أن تنال شرف إقامة شعائر الإسلام؟!

 

 

 

الخبر:

 

قال وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية محمد الخلايلة إن وزارة الأوقاف تلتزم بكل ما يصدر عن الجهات الطبية والصحية حفاظاً على المساجد وعلى أرواح الناس وهي كسائر القطاعات الأخرى تلتزم بتوصيات اللجان المختصة.

 

واستنكر الخلايلة في تصريحات صحفية ما يتم تداوله حول نظرية المؤامرة والاتهامات التي تطاله بشأن إغلاق المساجد قائلاً: هل يعقل أن بلداً مثل الأردن سيحارب الدين ويغلق المساجد بهذه الطريقة؟!

 

وأضاف: أنا أتحمل المسؤولية أمام الله عز وجل، وللذين يقولون لي إن التاريخ سيكتب أقول: أتشرف أن يكتب التاريخ أن محمد الخلايلة أغلق المساجد حتى لا ينتشر الوباء بين الناس. (الوكيل نيوز)

 

التعليق:

 

إنه من اليسير على من أراد، أن يعرف أن البحث الشرعي يقول بعدم جواز تعطيل الجمع والجماعات أو إغلاق المساجد بأية حال، فلم يعد يخفى على أحد أن قرار إغلاق المساجد إنما هو قضية سياسية بامتياز.

 

فإنَّ النِّظام في الأردن كغيره من الأنظمة التي أقامها المستعمر، حيث إنَّه أقامه على غير أساس الإسلام، فكانت عقيدة الكافر المستعمر قائمة على فصل الدين عن الحياة، وكان تصوير الحياة عنده هو النفعية المحضة، وهكذا ورّد مفاهيمَه ليحكم بها النّظام الذي أقامه.

 

وإنَّ من فرَّط بشرْعِ الله الحق كلِّه، لم يعبأ بأن يتعدّى هذا التعدي الفظّ على شعائره أيضاً، وقد تحققَّ قول من لا ينطق عن الهوى حين قال: «لَيُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ»، فهؤلاء الشرذمة لم يُفرِّطوا بشرع الله فحسب، بل حاربوهُ وحاربوا دعاته! فتماديهم هذا على شعيرة الصلاة وعلى المساجد هو مظهر فجٌّ مرتبط بحكمهم المحارب للإسلام ونظامه.

 

فلعل وزير الأوقاف حين قال: (هل يعقل أن بلداً مثل الأردن سيحارب الدين ويغلق المساجد بهذه الطريقة؟!) قد أعمى بصره عن محاربة النظام في الأردن لشتى أحكام الإسلام، بنظام الحكم وأنظمته الاقتصادية والاجتماعية وسياسته الداخلية والخارجية، وغيرها... لقد رضي وزير الأوقاف لنفسه أن يكون مطية سوء لنظام سوء، محاولاً شرعنة أفعالهم القبيحة بحشد آيات وأحاديث وأقوال للعلماء لا تمت للواقع بِصِلة، بل هي حجة عليه لا له.

 

لقد كان المشركون في زمن النبوة يتنافسون ويتبارزون في خدمة بيت الله الحرام، وكانت تنشب بينهم المعارك لينالوا هذا الشرف حتى نزل فيهم قول الله تعالى: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.

 

واليوم يتنافسون على معصية ومعرة إغلاقها ومنع ذكر الله فيها! يتسابقون على خرابها وهجرها ومنع الناس عنها! ويتفاخرون أن جعلوا أنفسهم أعداء بيوت الله ومساجده! نعم لن تنالوا شرف إعمار بيوت الله فقد وصف الله عُمَّاره بقوله سبحانه: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾.

 

وهذا شرف لا يناله إلا الأطهار البررة... فأنى لمثل هذه الأنظمة الوضعية وأجهزتها أن تناله؟!

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ أحمد خالد (أبو المعتصم)

آخر تعديل علىالثلاثاء, 22 أيلول/سبتمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع