- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحاجة إلى إصلاح حقيقي
(مترجم)
الخبر:
سوف تستضيف السعودية بطولات احترافية للجولف للسيدات لأول مرة على الإطلاق في تشرين الثاني/نوفمبر في نادي رويال جرينز للجولف في جدة. (رويترز 2020/9/29)
التعليق:
في السنوات الأخيرة، تم فتح السعودية أمام السياح والحفلات الموسيقية والأحداث الرياضية وأدخلت تغييرات على قوانينها التي اعتُبرت "إصلاحات" مطلوبة بشدة.
معايير الإصلاح هذه سطحية وتقاس بالمعايير التي وضعها المجتمع الدولي. كما ونرى أيضاً كيف يتم تسليط الضوء على الأنشطة التي تخلق فرصاً للنمو الاقتصادي بشكل أكبر عند التحدث عن الإصلاح. في النموذج الرأسمالي، حيث الهدف هو جني الأموال، يجب على المرء أن يصفق لأي شيء من شأنه أن يدر المال، مثل الرياضة والسياحة.
هناك حاجة ماسة للإصلاح الحقيقي والجذري في البلاد الإسلامية. نرى الفساد والمحسوبية والتهرب من القانون، كما ونشاهد تفاوتاً كبيراً بين الأغنياء والفقراء. يأتي الإصلاح الجذري عندما يتم فحص ومناقشة القيم الأصيلة والفكرية للمجتمع وليس من خلال البطولات الرياضية والسياحة وتعديل بعض القوانين.
السعودية بلد مسلم لكن نظام الحكم فيه ليس إسلاميا، فهو نظام ملكي فرضته بريطانيا بعد هدمها للخلافة العثمانية وتقسيم البلاد الإسلامية وتنصيب بعض عملائها حكاما عليها. ومنذ ذلك الحين، والنفط الذي تزخر به تلك البلاد ينعم به الغرب الكافر ويطور به صناعاته.
سريعاً إلى الأمام نحو القرن الحادي والعشرين، تتقدم السعودية بناءً على الاتجاه الأمريكي. يتم تكوين وإنتاج الدخل بجانب إنتاج النفط حيث ستنضب الاحتياطيات وهناك أيضاً بدائل مناسبة في أماكن أخرى. لذلك فالسعودية تسعى لإيجاد مناطق جذب سياحي وتكوين صورة أكثر نعومة عن التسامح تجاه المرأة وأنشطتها. فالإصلاح يقوم على خدمة الأجندة وليس على خدمة الفكر الصحيح.
إن الإصلاح الحقيقي للسعودية أو أي بلد إسلامي سيأتي عندما يتم تصحيح أسس علاقات المجتمع. يجب على المسلمين أن يسعوا لتحكيم الإسلام في الدولة والمجتمع. يجب أن تكون علاقتهم مع بعضهم مبنية على المقياس نفسه، كما ويجب على المجتمع أن يضع الأولوية للأمور بناء على قيمه ومبادئه.
المسلمون في الماضي، حملوا الإسلام إلى العديد من البلدان وحملوا رسالة الدعوة القوية إلى العالم عندما اعتبروا الإسلام هو المقياس للنجاح. إن تطبيق نظام الحكم الإسلامي، الخلافة، أتاح للمجتمع الإسلامي أن يصبح نوراً هادياً للأمم الأخرى لما يتمتع به من وضوح في الفكر ومعرفة برسالته.
المسلمون، كأمة، مسؤولون عن حمل الإسلام إلى الآخرين، لتقديم أجندة الإصلاح الحقيقي لهم، ولتوضيح الغاية من الحياة وكيفية السعي فيها لإرضاء الله سبحانه وتعالى واعتبار ذلك على أنه مقياس النجاح الحقيقي. أمتنا لديها مهمة وهي أن تسترشد وترشد غيرها ليس بالأجندة الاستعمارية الغربية بل بالقرآن والسنة.
لدينا ما هو أكثر بكثير من الرياضة والسياحة لنعرضه على العالم. اليوم، لا توجد قيادة أو توجيه حقيقي بل النظام الرأسمالي يخنق العالم. جاء هذا الإصلاح الذي تدعيه السعودية وغيرها من البلدان عندما تبنوا قوانين علمانية مما أدى إلى الانحلال والبؤس في مجتمعاتها. وباتخاذ نموذج الإصلاح هذا المبني على الأفكار الغربية، لا يمكننا تحقيق النجاح والتغيير الحقيقيين اللذين نحتاجهما.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نادية رحمان