- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المعارك تستعر في القفقاز وإيران لا تدعم المسلمين الشيعة
الخبر:
في خبر عاجل أوردته آر تي صباح الأول من تشرين أول 2020 أفادت الأنباء بأن "جمهورية" كارة باخ الأرمنية المعلنة من جانب واحد، قد أسقطت طائرة هيلوكبتر لأذربيجان وتحطمت في إيران.
التعليق:
إن أمر المسلمين اليوم كله عجب، فهذه الجمهورية الانفصالية المسماة "قرة باخ" لا يتعدى عدد سكانها 150 ألف نسمة من الأرمن، ولكنها قد انتصرت وطبعاً بمساعدة أرمينيا على أذربيجان التي يفوق عدد سكانها العشرة ملايين نسمة، وأرمينيا بكاملها بالكاد يصل عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة.
لقد انتصرت هذه الجمهورية الأرمنية الصغيرة على أذربيجان منذ سنة 1991 ونجحت في اقتطاع الإقليم منها وإعلانه دولةً مستقلة، ثم أخذت تتوسع داخل أذربيجان حتى وصلت الحدود الإيرانية وحدود أرمينيا، بل وتوسعت شرقاً باتجاه المناطق الأذرية الكثيفة بالسكان حتى صارت تقتطع 20% من مساحة أذربيجان، الدولة النفطية الكبيرة، والشعب ذي الأصول التركية، والغالبية منهم من المسلمين الشيعة.
ومهما قيل عن دعم روسيا لأرمينيا فإن أرمينيا تقع على حدود تركيا الأخ الشقيق لأذربيجان، وعلى حدود إيران التي تعلن نفسها راعية للمسلمين الشيعة في العالم بحسب الخطة الأمريكية المرسومة للقسمة الطائفية بين المسلمين.
واليوم تقوم هذه الجمهورية الصغيرة بإسقاط طائرة هيلوكبتر لأذربيجان داخل إيران، ويعجب المسلم من تصرف حكام إيران بأنهم يرسلون الدعم والإسناد إلى لبنان وسوريا واليمن ولا يرسلونه إلى المسلمين الشيعة في أذربيجان، بل إن أذربيجان كانت في فترة التسعينات تتهم إيران بدعم الأرمن ضدها!
وأما تركيا فإن استراتيجيتها تقوم على الكثير من الجعجعة والقليل من الطحن، فهي تعلن أنها وأذربيجان شعب واحد ولكنها سكتت عبر ثلاثة عقود على هزائم أذربيجان أمام عدو صغير، وتستمر اليوم في الجعجعة دون أن تقدم الدعم، وتقول لم نتلق طلباً للدعم من حكومة أذربيجان!
فعلاً لا يعرف المسلم بأي معادلة يمكنه تفكيك الألغاز الكثيرة في سياسات حكومتي إيران وتركيا، ويقف حائراً إن أصر على الظن بهم خيراً.
لكن ما يفكك كل هذه الألغاز هو حقيقة أن حكام إيران وحكام تركيا لا يتصرفون وفق مصالح بلادهم وشعوبهم، ناهيك أن يتصرفوا وفق أحكام دينهم، فهم تبع لأمريكا، ويكفي المرء أن ينظر للتوافق التام بين أمريكا وإيران في العراق منذ 2003 ليدوس على كل أخبار التضليل السياسي والإعلامي التي تروج للكذبة الكبيرة بأن أمريكا تعادي إيران، وتركيا لا تختلف عنها، فهي تبني سياستها وترسمها داخل البيت الأبيض في واشنطن، وليس في أنقرة أو إسطنبول.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال التميمي