- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا لا تستطيع مساعدة نفسها
(مترجم)
الخبر:
عندما تم تحديهم بخصوص سبب استمرار أمريكا في مساعدة السعودية ودول الخليج العربي الأخرى في حملة القصف التي أسفرت عن مقتل آلاف المدنيين في اليمن، رد مسؤولو إدارة ترامب أنه في كثير من الأحيان يساعد التدخل الأمريكي في الحد من الخسائر غير الضرورية من خلال تقديم المشورة للسعوديين وحلفائهم بشأن الاستهداف وقواعد الاشتباك. (نيويورك تايمز).
التعليق:
هذا العذر السخيف للتورط في النزاعات الإقليمية للحلفاء من أجل الحد من الخسائر في صفوف المدنيين لا يمكن أن يأتي إلاّ من الولايات المتحدة المخادعة، التي كانت سابقتها التاريخية؛ أن تؤمّن مصالحها الخاصة في نشر الرأسمالية عبر هذا التكتيك.
ففي أمريكا اللاتينية، تدعم أمريكا دائماً الانقلابات بهدف استبدال أنظمة يمينية عسكرية واستبدادية بزعماء اليسار، كما هو الحال مع الأرجنتين وبوليفيا وبنما والبرازيل على سبيل المثال لا الحصر.
وعلى نحو مماثل، دعمت الولايات المتحدة الجنوب ضد الشمال وفييت كونغ في فيتنام. وأعقب ذلك حرب دامت 19 عاماً امتدت إلى لاوس وكمبوديا المجاورة، وحصدت أرواح الملايين من الأبرياء من أجل محاربة الشيوعية.
تماماً كما شكل جورج دبليو بوش "تحالف الراغبين" في خوض حرب العراق، مخلفاً ملايين القتلى والجرحى والمشردين، كذلك فعل أوباما والآن ترامب، الأيادي الأمريكية الملطخة بالدماء في المستنقع الذي أصبح عليه الشرق الأوسط.
فمنذ عام 2015، قُتل أكثر من 127 ألف شخص بينهم 13500 مدني في هجمات محددة الأهداف في اليمن، غالبيتها العظمى على يد التحالف الذي تقوده السعودية، وفقاً لتقديرات مركز النزاع المسلح ومشروع تحليل بيانات الأحداث. ومع ذلك من المرجح أن تكون الأرقام الحقيقية أكثر بما لا يمكن قياسه.
إن الأفعال المزدوجة لأمركيا والاستعمار الغربي في حد ذاتها، والتي لا يمكنها إلا أن تتدخل في سيادة أي أمة تعارض عقيدتها الخاصة بالحرية الليبرالية العلمانية ورأسمالية السوق الحرة، تبدو واضحة للجميع باستثناء حكّام المسلمين، الذين يواصلون التحالف مع الغرب والتذلل له.
إن التخلي عن الشعب، والأهم من ذلك نظام الحكم الإسلامي، الذي يمنح الأمن والقوة للمسلمين، قد أدّى إلى عدم أهميتنا كلاعبين فرديين وجماعيين في الدولة.
لذلك من الواضح أنه فقط من خلال العودة إلى التطبيق الشامل للإسلام في ظل الخلافة التي وعد الله بها على منهاج النبوة، سيتغير وضعنا الجماعي.
يقول الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مليحة حسن