الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الإسلام مصيره الازدهار وأنتم ورأسماليتكم إلى زوال يا ماكرون

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الإسلام مصيره الازدهار وأنتم ورأسماليتكم إلى زوال يا ماكرون

 

 

 

الخبر:

 

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنّ الإسلام يعيش اليوم أزمة في كلّ مكان في العالم، وإنّ على فرنسا التصدي لما وصفها بالانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية. وأعلن ماكرون في خطاب له غرب باريس بتاريخ 2020/10/2 عن سياساته ضدّ ما سمّاه "التشدد الإسلامي الذي يتخذ العنف منهجا له". وطرح الرئيس الفرنسي مشروع قانون ضدّ "الانفصال الشعوري"، بهدف "مكافحة من يوظفون الدين للتشكيك في قيم الجمهورية"، وهو ما يعتبر استهدافا للجالية المسلمة على وجه الخصوص. (الجزيرة نت)

 

التعليق:

 

إنّ الإسلام كدين ومبدأ ليس في أزمة ولن يمر بأزمة بإذن الله، فهو دين من لدن حكيم خبير وليس صناعة بشرية كي نخشى عليه من الضمور والكساد! وقد تكفّل الله بحفظ دينه وإتمام نوره رغم كلّ المكائد التي تحاك ضدّه، يقول تعالى: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾، وإذا كان الإسلام في أزمة فلماذا هذا الانتشار السريع له في العالم؟! وهذا ما تشهد به مراكز الأبحاث؛ فعلى سبيل المثال كشفت دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث لعام 2017 أنّ الإسلام هو الدين الأسرع نموا في العالم، وتشير التوقعات الدينية لعام 2050 من مركز (بيو) للأبحاث إلى أنه يُتوقع أن ينمو عدد المسلمين في العالم بمعدل أسرع من السكان النصارى. وإذا كان الإسلام في أزمة فلماذا هذا الازدياد الكبير في أعداد المسلمين ومنها بلدك فرنسا حيث إنّ الإسلام هو الدين الثاني فيها ويبلغ عدد الجالية المسلمة فيها نحو ستة ملايين نسمة، وهي الأكبر في أوروبا الغربية؟ (وكالة DW الألمانية). وهذا ما يخيفك فعلاً ويخيف غيرك من السياسيين والمثقفين والإعلاميين في فرنسا وسائر دول أوروبا.

 

وقد كذبت في قولك: "إنّ فرنسا لا تستهدف الإسلام أو المسلمين، وإنما التشدد والتزمت اللذين خلفا العنف والضياع" على حد تعبيره. بل إن مشكلتكم هي مع الإسلام، والإرهاب والتطرف هو صنيعتكم وأنتم أهله، ففي أي خانة تصنف هذا الهجوم الشرس والتجييش الإعلامي ضدّ الإسلام والمسلمين ومحاولات وصمهم بالإرهاب والتطرف؟ وفي أي خانة تصنف الاعتداءات العنصرية التي تحصل بحق المسلمين في بلادكم والتي وصلت حدّ القتل؟! وفي أي خانة تضعون التضييق على المسلمين في عباداتهم وشعائرهم ولا سيما في ارتداء الحجاب والنقاب؟!...

 

يا ماكرون: إنّ الذي يعيش في أزمة اليوم هم المسلمون وليس الإسلام وذلك بسبب غياب الإسلام عن واقع الحياة، وعدم وجود كيان سياسي ينفذه، وبسبب صراعاتكم وسياساتكم الاستعمارية التي ينفذها أذنابكم من الحكام في بلاد المسلمين.

 

يا ماكرون: إنّ مبدأكم الرأسمالي هو الذي يعيش أزمة حقيقية اليوم، وقد كشفت جائحة كورونا وآلية تعاملكم معها هشاشة نظامكم، وفشل معالجاتكم وعدم قدرتكم على رعاية شؤون النّاس بحق وكيف كانت الناحية المادية هي الرقم واحد في اهتماماتكم، حتى تركتم كبار السن يموتون في دور العجزة، وآثرتم الشباب على الشيّاب في تقديم العلاج، وقمتم بأعمال القرصنة والسرقة للمساعدات الطبية... فابحثوا عن حلول تنقذ نظامكم المتهالك - إن استطعتم - فقد ضاقت شعوبكم به وبسياساتكم ذرعاً، واحتجاجات أصحاب السترات الصفراء في بلادك شاهدة على ذلك...

 

يا ماكرون: إنّ حضارتكم تشهد تهاوياً في القيم والأخلاق حتى بات الشذوذ والانحلال والفساد سمة بارزة في مجتمعاتكم، بل مشرعاً ومحفوظاً بالقانون! وهو ما تحاولون نقله إلى بلاد المسلمين ولكن سيجعل الله كيدكم في نحوركم بإذن الله.

 

وختاماً يا ماكرون: إن كان الإسلام في أزمة على حد زعمك، فلماذا كل هذا العداء وهذه السياسات والخطط لمحاربة دين يعاني أزمة ويحتضر؟! ولماذا لا زلتم في تصريحاتكم وتقارير مراكز أبحاثكم تحذرون من عودة الخلافة؟! وإنّها لقائمة قريباً بإذن الله، وسيبلغ «هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ» كما أخبر رسولنا ﷺ. وحينها سيكون الرد على كلّ من تسول له نفسه الإساءة للإسلام والمسلمين كرد الرشيد "الجواب ما ترى لا ما تسمع".

 

﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

براءة مناصرة

آخر تعديل علىالإثنين, 05 تشرين الأول/أكتوبر 2020

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الثلاثاء، 06 تشرين الأول/أكتوبر 2020م 10:42 تعليق

    إنما الأيام دول ولا مع الخلافة موعد

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع