- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الصراع الحضاري حقيقي بين الإسلام والغرب
يجب على الأمّة الإسلامية أن تعي ذلك
(مترجم)
الخبر:
قال الوزير الفرنسي "نحن في حرب ضد عدو في الداخل والخارج، نحن في حرب ضد الفكر الإسلامي" وقال: إن على الدولة أن تستعد للهجمات التي تغذيها "الأيديولوجية الإسلامية". (30 تشرين الأول/أكتوبر 2020م)
التعليق:
في الشهر الماضي، أعادت صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية طباعة الرسوم الكاريكاتورية المثيرة للجدل للنبي محمد ﷺ، وكتب مدير شارلي إيبدو لوران ريس سوريسو في أحدث إصدار من المجلة "لن نعيش منهزمين. نحن لن تتخلى أبدا". استهدف المستعمر الأوروبي شرف النبي ﷺ ليكون نموذجاً للعالم. ودعم الرئيس الفرنسي والمحاكم الفرنسية والسياسيون الفرنسيون وشركات التكنولوجيا العامّة الفرنسية والغربية والدولية شارلي إيبدو في محاولاتها للتّعدي. وتمّ رفع شعار (أنا أساند شارلي إيبدو) في جميع أنحاء العالم الغربي. في الآونة الأخيرة، قُتل مدرس اللغة الفرنسية صمويل باتي في 16 تشرين الأول/أكتوبر 2020 على يد مسلم شيشاني يبلغ من العمر 18 عاماً اسمه عبد الله أنزوروف لإظهاره رسوماً كاريكاتورية هجومية في فصل دراسي أثناء تدريسه "حرية التعبير"، حضر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حفل تأبينه وقال: "لقد قُتل على وجه التحديد لأنه مثّل الجمهورية... قُتل لأن الإسلامي يستهدف مستقبلنا. إنهم يعلمون أنه مع وجود أبطال هادئين مثله، لن يحصلوا عليها أبداً... (فرنسا) لن تتخلى عن الرسوم"، وبعد ذلك مُنح أرفع وسام في فرنسا لصمويل باتي. بعد هذه الأحداث، قال الوزير الفرنسي جيرالد دارمانين "نحن في حرب ضد عدو في الداخل والخارج، نحن في حرب ضد الفكر الإسلامي".
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب ألقاه يوم 2 تشرين الأول/أكتوبر 2020م "إنّ المشكلة تكمن في هذه الأيديولوجية التي تدعي أن قوانينها تتفوق على قوانين الجمهورية. أطلب من كل مواطن، سواء ممن يتبعون ديانة أو لا، الالتزام بكل إخلاص بجميع قوانين الجمهورية. وفي هذه الإسلاموية الراديكالية - بما أن هذا هو لبُّ الموضوع فلنتحدث عنه ونسميه - رغبة معلنة ومصرح بها وطريقة منهجية لتنظيم الأمور بما يخالف قوانين الجمهورية ويخلق نظاماً موازياً ويؤسس قيماً أخرى ويطوّر طريقة أخرى لتنظيم المجتمع يكون انفصالياً في البداية، ولكن هدفه النهائي هو الاستيلاء عليه بالكامل. وهذا يؤدي تدريجياً إلى رفض حرية التعبير وحرية الضمير والحق في التجديف، ونتحول إلى راديكالية خبيثة. يصل هذا أحياناً إلى حد إعلان الجهاد".
يوضح لنا هذا الصراع بين طريقتين في الحياة وفكرتين سياسيتين تسعيان إلى هدفين مختلفين للغاية. الأيديولوجيا الغربية مبنية على أفكار الفصل بين الدين والدولة، والاحتفاء بالحرية كأسلوب حياة مع حرية التعبير، وحرية الملكية، وحرية المعتقد، والحرية الشخصية. إن طريقة الحياة الإسلامية مبنية على فكرة الخضوع لله ورسوله ﷺ، والشريعة الإلهية التي أنزلها الله بها وجلبها إلينا نبينا الحبيب محمد ﷺ. ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾
يستخدم الغرب وسائل وأدوات مختلفة للصراع الحضاري مع الإسلام. بدلاً من إظهار الغرب، القيادة الفكرية للإسلام، رفض العالم الإسلامي اعتناق صراع الأيديولوجيا والتنازل عن قبول الفلسفة السياسية العلمانية للديمقراطية التي تعطي حقوق التشريع للإنسان وتمسك العقل البشري بالسيادة ومصدر القانون. والدولة العلمانية والقانون الدولي والمجتمع الدولي والحكام المسلمون المنغمسون في الأساليب الغربية وتنفيذ ما يطلبه سيدهم منهم، يمهدون الطريق للغرب للحفاظ على هيمنته على العالم، على الرغم من فشل أيديولوجيتهم في حل قضايا الجنس البشري ولا ينتج عنه إلا ظلم وبؤس وتدهور فكري للبشرية.
صراع الأيديولوجيات (الحضارات): طريق المستقبل للمسلمين
على الأمة الإسلامية أن تتبنى صراع الأيديولوجيات هذا وأن ترفض كل محاولات التسوية بين أسلوب الحياة الغربي والإسلامي. على الأمة الإسلامية كحاملة للدعوة أن تؤكد على الفكر الإسلامي وقيادتها الفكرية في تقديم الحلول لمشاكل وقضايا البشرية واستعادة العدل والسلام. يجب على الأمة الإسلامية أن تعيش بجد في منهجية النبي محمد ﷺ لإعادة الإسلام إلى السلطة كمبدأ من خلال استعادة الدولة الإسلامية العظيمة، الخلافة. من خلال قوة هذه الدولة، ستحمي الأمة الإسلامية المقدسات الإسلامية، كما فعل السلطان عبد الحميد الثاني في الماضي، ومن خلال هذه الدولة الإسلامية ذاتها، سيتم تنفيذ كل أحكام الله سبحانه وتعالى وحمل رسالة الإسلام إلى العالم أجمع من خلال الدعوة والجهاد.
﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَوْ ءَامَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَـٰبِ لَكَانَ خَيْرًۭا لَّهُم مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَـٰسِقُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
حميد بن أحمد