- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾
الخبر:
أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمستوى الوعي والجاهزية القتالية لعناصر القوات الخاصة في جيش بلاده، وتوعد أعداءها بـ"مصير مؤلم". كما شدّد في كلمة ألقاها يوم الجمعة 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2020 خلال حضوره مراسم تسليم الراية لقيادة لواء الكوماندوز 41 في قيادة الفوج المدفعي الـ105 في قضاء تشورلو بولاية تكيرداغ، على أن "راية أي وحدة في الجيش التركي لا تسقط، ما لم يتم قتل آخر جندي فيها"... وتابع: "أيّا كان من يحاول النيل من وطننا وعلمنا وأذاننا، عليه أن يدرك أن مصيرا مؤلما ينتظره بأيدي قواتنا الخاصة"... وقال أردوغان إن القوات الخاصة التركية "تثير الرعب في نفوس الإرهابيين والأعداء وتعد مصدر أمان للشعب التركي والأصدقاء". (الأناضول).
التعليق:
- لم نسمع بمثل هذا التهديد والوعيد والبأس الشديد عندما أساء ماكرون للرسول ﷺ وعلق صورا على بناياتهم الضخمة مستفزا لمشاعر كل مسلم صادق ومشوها للإسلام ومُعلنا حربه الضروس عليه!
- لم يقل مثل هذا لمن يقتلون جيرانه في الشام منذ عشر سنوات ويذيقونهم كل أصناف العذاب والمآسي، بل إنه نسق عسكريا مع عدوتهم روسيا!
- لم نسمع بهذا التهديد والوعيد وأهلنا في ميانمار يُبادون منذ عقود، أم أنّ دموع زوجه أقوى من الدبّابات وتكفي لرفع الظلم عنهم؟!
- لم نسمع بهذه الشّجاعة وأهلنا في تركستان الشرقيّة وكشمير وأفريقيا الوسطى يعانون كل أنواع العذابات والقهر والبطش والتقتيل!
- لم نسمع عن مثل هذا البأس الشديد وحمم يهود تنزل على أهلنا في غزّة المرة تلو الأخرى، بل إنّ طائراته لم تتحرّك إلّا لتطفئ الحرائق في كيانهم المسخ!
- لم نسمع بهذا التّهديد وصفقة القرن تنتزع المقدّسات وتسلب حقّ الأمّة في مسرى رسولها الكريم، بل اكتفى بمؤتمر هزيل زاد به من تثبيت فكرة أنّ القضيّة الفلسطينيّة هي قضيّة وطنيّة وبالتالي فإنه لا دخل للأمّة الإسلاميّة بها!
أم أنّ كلّ هذا يا أردوغان لا يستحق منك أن تهدد وتُزبد وتُرعد ولا حتى مجرد التهديد بتحريك الجيوش التي تتباهى بها وتبذل الأموال الطائلة لتجهيزها؟!
نعم، لقد اتضحت الصورة؛ فأنت لا تحرك جيوشك إلا لحماية الرقعة التي كلفك الاستعمار بحراستها ولأجل العلم الذي رسموه لك. فدورك في حقيقة الأمر لا يتجاوز الحفاظ على مستعمرات أسيادك سواء أكانت تركيا أو ليبيا أو الصومال أو غيرها من البلدان التي حرّكْت لهم جيوشك وأرْسيت فيها قواعدك.
فيا خير أمّة أخرجت للناس! من كان يحمل همّ الأمّة الاسلاميّة ويخاف يوم يلقى فيه الله تعالى يكون صاحب مبدأ، فلا فرق عنده بين مسلم وآخر ولا بين شبر من أرض الأمّة الإسلاميّة وآخر.. فرابط العقيدة الإسلاميّة هو الذي يربطه بباقي المسلمين وولاؤه لا يكون لغير الله ورسوله وللمسلمين.
فمتى يستفيق مَن ما زالوا يصدقون أنّه خليفة المسلمين وأنه حريص على قضايا الأمّة الإسلاميّة لتتضح لهم صورة أنّه الحرص على تثبيت الاستعمار بشتى أنواعه الفكري والثقافي والعسكري في بلدان المسلمين؟
رحم الله السلطان عبد الحميد الثاني عندما أعد نفسه وجيشه لحرب فرنسا إن لم توقف عرض مسرحية تسيء للرسول ﷺ رغم ما طرأ على الدولة العثمانية من ضعف حينها.
رحم الله المعتصم عندما حرك جيوشا لتُفتح عمورية بسبب صرخة من مسلمة.
هكذا يكون الخليفة والحاكم وأصحاب الجيوش وهذا هو الفهم الصحيح للإسلام.
رحم الله الشهيد مولود ألطنطاش ورزقه جوار الحبيب المصطفى ﷺ الذي بذل كل ما وسعه وبقطعة سلاحه الوحيدة التي يمتلكها ليقتل سفير روسيا الصليبية غيرة على أهلنا في حلب وحبا في الرسول ﷺ وفي الجهاد في سبيل الله تعالى، هذا هو المسلم الصادق، وأما من كان يملك أعتى الجيوش ولا يحركها فقد خان الخالق ولم يخف مقامه، فكيف سيصدق مع المخلوق؟!
قال الحق تعالى: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ﴾. [يوسف: 52]
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذة سندس رقم