- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ما يدور في جامعة صنعاء وما يدور في وسائل الإعلام عن التعليم فيها
الخبر:
أكد الدكتور القاسم عباس - رئيس جامعة صنعاء أن الجامعة تقدم خدمات تعليمية لأكثر من 70 ألف طالب وطالبة بالنظام العام في أكثر من 20 كلية... وفيما يتعلق بالموازنة تكاد تكون لا شيء فهي ربعية، حيث نحصل على مبلغ يقارب 7 ملايين ريال... وقال إنه تم تطوير المناهج في كل المقررات وجميع البرامج والكليات في جامعة صنعاء وإن هذا الموضوع كان يشكل عقبة وتحدياً كبيراً إلا أنه أنجز بفضل تفاني الكوادر الأكاديمية في الجامعة. (صحيفة الثورة 2020/11/21م).
التعليق:
بجولة واحدة في جامعة صنعاء تدرك حجم التناقض الكبير بين الواقع وما يراد إيصاله من خلال وسائل الإعلام الخاضعة لجماعة الحوثي، وسأتحدث عن بعضها على عجالة:
يتحدثون عن المسيرة القرآنية وما إن تدخل من بوابة الجامعة حتى ترى العجب في أوساط الطلاب فأين القرآن وأحكامه؟! أم أنكم سائرون في الحريات كما يريد الغرب؟! كيف لا وأنتم جمهوريون ديمقراطيون!!
كما أن المادة العلمية لا تلبي متطلبات سوق العمل حتى بعد تطويرها نظراً للاقتصار على المناهج القديمة إضافة للتطبيق العملي شبه المعدوم في معامل الجامعة، فلا غرابة أن يكون لسان حال الطالب الجامعي أن الهدف من الدراسة الحصول على الشهادة أما المعلومات فسأحصل عليها من ميدان العمل!
يتحدث رئيس الجامعة أن ميزانية الجامعة الربعية تقدر بـ7 مليون ريال!! فيا رئيس الجامعة إن أقل ما يدفعه كل طالب مسجل في العام الواحد يقدر بـ4500 ريال، بالإضافة للأموال التي تؤخذ من طلاب النظام الموازي، والنفقة الخاصة التي تقدر بعشرات الآلاف من الدولارات، ورسوم التنسيق لاختبارات القبول تقدر بعشرات الملايين في العام، وإنه لمن المعيب أن يدلي رئيس جامعة صنعاء هكذا تصاريح في الوقت الذي يشن فيه الحوثي حملة مكافحة الفساد، فنجد الفساد مطلاً برأسه من جامعة صنعاء!
يخفي رئيس جامعة صنعاء المبالغ الضخمة - كما هي عادته منذ أن كان رئيساً للهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية - التي تجبى من كليات الطب والهندسة والحاسوب والتجارة والشريعة، واقتصر حديثه عن إعفاء كلية الزراعة والطب البيطري من رسوم النظام الموازي التي لا يمكن مقارنتها برسوم الكليات الأخرى التي من الأولى إعفاء الطلاب منها حيث تصل ما بين 10–40 ضعفاً وأكثر في كلية الطب مقارنة بما هي عليه في كلية الزراعة والطب البيطري.
وبالحديث عن كلية الزراعة والاكتفاء الذاتي الذي يتحدث عنه الحوثيون في وسائل إعلامهم نجد من المضحك المبكي أن المياه منقطعة في تلك الكلية، في الوقت الذي تم رفع قدرتها الاستيعابية إلى الضعف، ولسان حال الطالب فيها كيف للزراعة أن تتم والماء مقطوع؟! كيف يمكن أن نكتفي ذاتياً وهذا وضع الكلية؟!
لا يزال الطالب في جامعة صنعاء يضيف سنوات أخرى إلى جانب سنوات التعليم وذلك من أجل استخراج وثائقه في ظل تجاهل كبير للمطالبات وتضييع آلاف الفرص الوظيفية للطلاب التي في حال لو كانت وثائقهم جاهزة لتمكنوا من الحصول على أعمال يخففون بها من معاناتهم بعد دراستهم الجامعية المليئة بالكفاح والمعاناة التي لن يعرفها إلا من دخل جامعة صنعاء، لذلك لا غرابة من عزوف الكثيرين خاصة الفقراء عن الالتحاق بها سيادة الرئيس!
إن فلسفة التعليم في الإسلام تقوم على إيجاد الشخصية الإسلامية، وبناء مفاهيم الفرد عن خالقه وعن الكون والإنسان والحياة في ظل القيم الإسلامية التي تجعله مهيأ لأن يكون عنصراً صالحاً في المجتمع الاسلامي. كما تقوم على التنشئة الإسلامية السليمة التي تؤدي إلى إيجاد جيل من أبناء الأمة يدرك رسالته في الحياة إدراكا واعيا مستنيرا، بحيث يدرك علاقته بخالقه وبنفسه وغيره من الناس حقوقا وواجبات.
إن العملية التعليمية تقود إلى توفير كل ما تحتاجه الأمة من معارف ومهارات وعلوم وتكنولوجيا تواكب العصر لتعود بالخير عليها وعلى العالم أجمع من خلال دولة الإسلام المنشودة، دولة الخلافة التي بشر بها خير الأنام ﷺ، فلمثل هذا فليعمل العاملون وليلتحقوا بإخوانهم من شباب حزب التحرير فهم قد أعدوا مشروعاً متكاملاً لدولة الخلافة الراشدة الثانية القائمة عما قريب بإذن الله، قال رسول الله ﷺ: «...ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» ثُمَّ سَكَتَ. مسند أبي داود الطيالسي.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علي القاضي