- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الهجمات على الإسلام في فرنسا هي علامة على النزعة الشعبوية
وأزمة مبدئية عميقة في أوروبا
(مترجم)
الخبر:
دعا مجلس الشيوخ الفرنسي حكومة البلاد إلى الاعتراف بجمهورية ناغورنو كاراباخ.
وقال برونو ريتايو، رئيس الفصيل البرلماني للجمهوريين: "هذا ليس نزاعاً محلياً على الإطلاق، ويرجع ذلك أساساً إلى تورط تركيا فيه، بقيادة السيد أردوغان، والدور الحاسم الذي لعبته (تركيا). وكل ذلك تحت اسم العثمانية الجديدة، والسياسات التوسعية، والإسلاموية القومية. إنّ هذا يُعتبر تهديداً للسلام في كل مكان، وتهديداً لمصالحنا". (يورو نيوز روسيا).
التعليق:
في الأسابيع القليلة الماضية، أصبح المسؤولون الفرنسيون هم من يصنعون الأخبار من خلال هجماتهم المتكررة على الإسلام والمسلمين.
ففي 2 تشرين الأول/أكتوبر، أعلن الرئيس الفرنسي ماكرون أنه يعتزم بناء إسلام "يعيش بسلام مع الجمهورية"، وبالتالي أعلن عن مشروع قانون جديد لمكافحة "الانفصالية الإسلامية".
في الوقت نفسه قال: "إنّ الإسلام دين يمرّ بأزمة في جميع أنحاء العالم، وليس فقط في بلدنا".
لاقت المناقشة حول مشروع القانون جولةً جديدة في 16 تشرين الأول/أكتوبر، عندما قُتل صموئيل باتي في ضواحي باريس، الذي كان قد عرض لطلابه قبل أسابيع قليلة رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد ﷺ.
وبالتوازي مع هذه الأحداث، بدأ التصعيد بين أذربيجان وأرمينيا في إقليم ناغورنو كاراباخ.
والآن، بعد 16 يوماً من توقيع اتفاق السلام بين رؤساء أذربيجان وأرمينيا وروسيا في 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2020م، قرّر مجلس الشيوخ الفرنسي دعوة حكومات البلاد للاعتراف بما يسمى بجمهورية ناغورنو كاراباخ.
ينبغي النظر لمبادرة أعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي هذه، بالمنظور الصحيح، على أنها جزء من الحملة الفرنسية للهجمات على الإسلام والمسلمين، والتي تمّ التعبير عنها ببلاغة في كلمات برونو ريتايو حول "الإسلاموية القومية" و"تهديد للسلام في كل مكان، وهو تهديد لمصالحنا".
في الواقع، ما يهم القادة الفرنسيين ليس هو الاهتمام بالطبيعة العلمانية للجمهورية، ولكن باحتمالية خسارة الانتخابات، سواء أكانت انتخابات رئاسية أم برلمانية أم بلدية.
لذا، في أوائل صيف 2020، لحفلة ماكرون "الجمهورية، إلى الأمام!" عانى هزيمة ساحقة في الانتخابات البلدية.
يمكن للمرء أن يُلاحظ في تصرفات المسؤولين الفرنسيين بوضوح المحاولات الشعبوية لتوحيد الناخبين في مواجهة التهديد المشترك، في هذه الحالة ما يسمى بـ"الإسلاموية".
وفي الواقع، في سلسلة الأحداث التي نشهدها اليوم في فرنسا، نرى اتجاهات غطّت معظم الدول الأوروبية وحتى الولايات المتحدة لسنوات عدة حتى الآن.
إنّ انتصار ترامب في الولايات المتحدة، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وصعود الأحزاب الشعبوية في ألمانيا وبلغاريا وبولندا وجمهورية التشيك والمجر وإيطاليا وسلوفينيا ودول أوروبية أخرى، يُظهر بوضوح أن الغرب مريض بالشعبوية.
وفقاً لبحث بدأته صحيفة الغارديان، يؤيد 25٪ من الأوروبيين الأحزاب الشعبوية.
تشير مثل هذه الاتجاهات في الدول الغربية إلى التدهور المبدئي في هذه المجتمعات، عندما لا يدعم الناس الأفكار أو البرامج أو الإصلاحات الملموسة ونتيجة لذلك يتمّ دعم الأحزاب التقليدية، لكنهم يدعمون الوجوه الجديدة التي تقدم أفكاراً بسيطة ولكنها غير قابلة للتحقيق في كثير من الأحيان حول "النضال مع عدم المساواة الأبدي والنخب الفاسدة" أو القصص حول "العلاج الخارجي".
ولهذا السبب قررت بعض الأحزاب التقليدية والسياسيين اللجوء إلى الشعبوية، وعلى وجه الخصوص، بدأ الرئيس ماكرون في ترسيخ المجتمع الفرنسي في مواجهة "التهديد الإسلامي".
في النهاية، نصرّ على أننا نشهد اليوم ضعفاً مبدئياً لأوروبا وحتى أمريكا. وهذا يخلق ظروفاً مواتية للأمة الإسلامية التي ترغب في العودة إلى الساحة العالمية كدولة مؤثرة بل رائدة.
لا شك أن الرأسمالية اليوم في أزمة مع مجتمعات أوروبا وأمريكا، والإسلام آخذ في الصعود ويشهد حقبة نهضة غير مسبوقة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فضل أمزاييف
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا