- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مقاومة العنف ضدّ المرأة شمّاعة تُعلَّق عليها إخفاقات النّظام الرّأسماليّ
ويُبرَّر بها فشله في قيادة العالم وحلّ مشاكل البشريّة
الخبر:
عُقِد صباح يوم 2020/11/30 حدث افتراضيّ بعنوان "محبوسات ومحاصرات، التّصدي للعنف القائم على نوع الجنس والاتّجار بالبشر أثناء جائحة كوفيد-19" بمشاركة مكتب الأمم المتّحدة المعنيّ بالمخدّرات والجريمة و"مبادرة ناديا"، وبدعم من البعثة الدّائمة لجمهوريّة ألمانيا الاتّحاديّة لدى الأمم المتّحدة وهيئة الأمم المتّحدة للمرأة. وقد جمع سفراء نوايا حسنة ومسؤولين ونشطاء مجتمعيون للحديث عمّا تتعرّض له النّساء من عنف متزايد في ظلّ الإغلاق الذي فرضته الجائحة على كلّ مناطق العالم. (أخبار الأمم المتّحدة)
التّعليق:
صرّح الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش أنّ النّساء في كلّ مكان أسوأ حالا من الرّجال، "وذلك ببساطة لأنّهنّ نساء"، مشيرا إلى أنّ المهاجرات واللاّجئات وذوات الإعاقة والنّساء من الأقلّيّات من جميع الأطياف يواجهن حواجز أكبر. وشدّد على أنّ "هذا التّمييز يضرّ بنا جميعا". وأضاف أنّ "عدم المساواة حيال النّساء يجب أن يخجلنا جميعا في القرن الحادي والعشرين".
وأطلقت أمينة محمّد - نائبة الأمين العام للأمم المتّحدة - مبادرة "بقعة ضوء" بالشّراكة مع الاتّحاد الأوروبّيّ والأمم المتّحدة، تهدف إلى القضاء على كافّة أشكال العنف ضدّ النّساء والفتيات بحلول عام 2030. وتُعدّ المبادرة أكبر جهد عالميّ وتعتمد على بناء شراكات مع أطراف متعدّدة، وتقدّم دعما واسع النّطاق لها، وتبلغ القيمة المخصّصة لدعم المبادرة نصف مليون يورو.
اتّفاقيّات تُعقَد ومبادرات تُطلقُ وأموالٌ طائلةٌ تُصرَف بهدف تحقيق المساواة بين الجنسين والقضاء على التّمييز بينهما على أساس النّوع البشريّ، أهداف ترسم وبرامج توضع من أجل القضاء على الصّورة النّمطيّة للمرأة والأسرة، من أجل نشر ما يناقض فطرة الإنسان وطبيعته: تعمل هذه الاتّفاقيّات على أن يتحوّل المجتمع إلى خليط من الشّواذ الذين ينشرون ثقافتهم المقرفة العفنة النّابعة عن حضارة غربيّة فاسدة. واتّفاقيّة إسطنبول التي وقّعت عليها 45 دولة بالإضافة إلى الاتّحاد الأوروبّيّ، هي إحدى هذه الاتّفاقيّات التي تعمل على فرض قوانين ستهدم ما تبقّى من الأسرة.
لقد استُغلّت جائحة كورونا ووُظِّفت في أغراض سياسيّة عدّة ومنها ما يهمّ موضوع المرأة، شغل الأمم المتّحدة الشّاغل ورهان نجاحها وتحقيق برامجها لعام 2030. فلقد أكّدت الأمم المتّحدة أنّ المرأة هي أكثر المتضرّرين من هذا الوباء بسبب الحصار والحظر الصّحّي الذي أرهقها والذي جعلها أكثر عرضة للعنف المنزلي.
نظرة سريعة على ما تعانيه المرأة في سوريا واليمن وليبيا وفي الأرض المباركة وفي كلّ البقاع نراها تتعرّض للعنف وتعيش حياة الذّلّ والهوان... إطلالة قصيرة على تقارير المنظّمة عن المعنّفات والمعتقلات في سجون الطّغاة وفي الملاجئ وكذا في بلاد الغرب التي تشهد تزايدا كبيرا في عدد ضحايا العنف المنزلي، فبحسب مكتب الأمم المتّحدة المعنيّ بالمخدّرات والجريمة، تعاني واحدة من كلّ ثلاث نساء بالفعل من أشكال مختلفة من العنف في حياتها. وتموت غالبيّة ضحايا القتل من الإناث على أيدي شركائهنّ الحميمين أو أفراد الأسرة الآخرين. كما أنّ أكثر من 60 في المائة من ضحايا الاتّجار بالبشر هم من النّساء والفتيات، فلماذا المغالطة والتّضليل وحال المرأة يزداد سوءاً ليس بسبب كورونا بل بسبب هذا النّظام العاجز الفاشل الذي يحكمها في كلّ البقاع؟!
رغم تفاقم حجم مشكلة العنف المسلّط على النّساء في أوروبا وثبوته، ورغم أنّه قد تبيّن أنّ ذلك يعود لنمط عيشهم الرّأسماليّ، فإنّ سفراء النّيّة الحسنة يطيلون بسياسة ترقيعهم هذه عمر هذا النّظام الذي زرع الكراهيّة والعنف في الأسرة والمجتمع ويشجّعونه على الاستمرار في محاربة أحكام صافية نقيّة من لدن حكيم خبير. نسأل الله أن يعجّل بقيام دولة الإسلام حتّى تنصف المرأة بأحكام ربّ الأنام.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت