- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لن تعبر ولن تصمد ولن تنتصر يا حمدوك طالما تحيد عن كتاب الله
الخبر:
عبر رئيس مجلس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك عن سعادته الكبيرة بقرار الولايات المتحدة الأمريكية رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وقال على حساباته بمواقع التواصل إن اليوم وبعد أكثر من عقدين، أعلن لشعبنا خروج اسم بلادنا الحبيبة من قائمة الدول الراعية للإرهاب وانعتاقنا من الحصار الدولي والعالمي، وأضاف يُساهم هذا الإنجاز الذي عملت من أجله الحكومة الانتقالية منذ يومها الأول في إصلاح الاقتصاد وجذب الاستثمارات وتحويلات مواطنينا بالخارج عبر القنوات الرسمية، وخلق فرص عمل جديدة للشباب، والكثير من الإيجابيات الأخرى أقولها الآن مُجدداً وبملء الفم: "سنصمد وسنعبر وسننتصر". (الصفحة الرسمية لعبد الله حمدوك في الفيس بوك، 2020/12/14م).
التعليق:
منذ أول يوم تولى فيه عبد الله حمدوك رئاسة الوزراء، وهو يحدثنا بعبارات "سنصمد وسنعبر وسننتصر" وكأنها أصبحت ماركة مسجلة باسمه! فهل يا ترى يعرف حمدوك معنى العبور والانتصار؟ وأي عبور وأي انتصار يتحدث عنه وهو ما زال يقدم التنازلات تلو التنازلات قرباناً للغرب الكافر لينال رضاه ولا زال يلبي رغباته حتى قبل أن تُطلب منه؟! فكيف ستعبر وتنتصر وأنت تكذب على شعبك؟! فمنذ أن وطأت قدماك أرض السودان، قلت في تصريح فرح به الناس كثيراً: "هذا الشعب لديه من الموارد ما يكفيه ولا يحتاج لاستجداء الدول الأخرى". ولم تلبث طويلاً حتى انقلبت على عقبيك ونقضت كلامك وقلت: "نحتاج لـ2 مليار دولار قرض أو مساعدة لمشوار بناء السودان الجديد"، وبعدها يصرح في 2019/8/24م على قناة الجزيرة مباشر: "لا بد من ضخ 8 مليار دولار كقرض من البنك الدولي لإنعاش الاقتصاد السوداني". ثم تليها تصريحات: "مؤتمر أصدقاء السودان سيدعمون السودان ونحن في أمس الحاجة للدعم"، وبعدها أصبح يتسول الشعب المغلوب على أمره بسياسات خرقاء، عرجاء، تسير بغير هدى من الله العليم الخبير بمسميات متعددة كـ(جنيه حمدوك)، و(غرام حمدوك) لدعم اقتصاد السودان والقومة للوطن!
كيف ستعبر وتنتصر، والحكومة تعادي أحكام الله تعالى الذي بيده النصر؛ بتوجيهات للمصادقة على اتفاقية العهر سيداو وعلى قانون الطفل الكارثة وإلغاء حد الردة؟! كيف ستعبر وتنتصر وأنت لم توفر لأهل هذا البلد أبسط مقومات الحياة من خبز ودواء ووقود فأصبحت هذه السلع لا تنال إلا بشق الأنفس، وأصبح أحدنا بدل أن يقيم الليل في بيته يقيمه في المخابز وطلمبات الوقود التي يبيت فيها سائق المركبة يومين وثلاثة حتى يتحصل على وقود يحرك به سيارته؟! وأما الدواء فحدث ولا حرج فأصبح الحصول على دواء (منقذ للحياة) من سابع المستحيلات ولا حول ولا قوة إلا بالله!
كيف ستعبر الحكومة وتنتصر، ورئيس الوزراء وغيره من حكام الضرار يحولون بلداً كالسودان (سلة غذاء العالم)، بل كانت صدقاته في ظل الخلافة تُرسل لبلاد الحجاز والشام، حولتموه إلى بلد يعيش على المعونة بسبب حيدكم عن كتاب الله وسنة رسوله ﷺ بتطبيق النظام الرأسمالي الذي أفقر البلاد والعباد فأصبح السودان رغم ما حباه الله به من هذه الخيرات من بحار وأنهار ونفط وثروة حيوانية لا مثيل لها، ومعادن قلما توجد مجتمعة في بلد، واحداً من أفقر البلاد؟!
فمن أراد أن ينتصر فإن الله سبحانه قد بيّن الطريق والسبيل واضحاً لا لبس فيه، قال تعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ وقال: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾، فنصر الله يكون باتباع أمره واجتناب نهيه وتطبيق أحكامه في جميع مفاصل الحياة، وعدم الركون إلى أعداء الله الذين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، قال تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾، فهو المبدأ الوحيد الذي يسعد البشرية جمعاء. وإن تطبيق الإسلام كاملاً لا يكون إلا بإيجاد دولته التي سماها نبي هذه الأمة ﷺ الخلافة: «ثُمَّ تَكُونُ خِلاَفَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ».
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ عبد الخالق عبدون
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان