الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
حكام المسلمين طبّعوا مع يهود ولم يطبّعوا مع أهل فلسطين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

حكام المسلمين طبّعوا مع يهود ولم يطبّعوا مع أهل فلسطين

 


الخبر:


أكّد العاهل المغربي الملك محمد السّادس، الأربعاء، أنّ بلاده تضع دائما القضيّة الفلسطينيّة في مرتبة قضيّة الصّحراء المغربية، وقال "عمل المغرب من أجل ترسيخ مغربيّة الصّحراء لن يكون أبدا، لا اليوم ولا في المستقبل، على حساب نضال الشّعب الفلسطينيّ، من أجل نيل حقوقه المشروعة"، مشيراً إلى أنّه "سيواصل انخراطه البناء من أجل إقرار سلام عادل ودائم بمنطقة الشّرق الأوسط". وأكّد المغرب، الأربعاء، أنّ علاقاته مع (إسرائيل) قديمة ولن يبدأها من الصّفر وإنّما يجددها ويضفي عليها طابع الاستمراريّة. وقال وزير الخارجيّة المغربيّ ناصر بوريطة، في تصريحات لموقع "أكسيوس" الأمريكي، "المغرب يريد أن يكون جسراً بين اليهود والمسلمين في المنطقة، ويتطلع إلى أن يساعد ذلك على دفع عمليّة السّلام الفلسطينيّة (الإسرائيليّة)". (العين الاخباريّة)

 

التّعليق:


مباشرة بعد تطبيع الدّول الخليجيّة والمغرب والسّودان مع دولة يهود، بدأنا نشهد تدفقا لليهود إلى عواصم هذه الدّول، حتّى من دون تأشيرة دخول، إلى درجة فتح حائط "مبكى" ليهود على قمّة سماء دبي، وفي المقابل بدأنا نرى بعض الشّخصيات الخليجية، المنبتّة عن أهلهم، تستثمر وتزوّر الأرض المباركة فلسطين تحت حراب يهود، في مشهد يعكس حميميّة ودفء العلاقات بين كيان يهود وهذه الكيانات القائمة في البلاد الإسلامية، ما يؤكّد على يهوديّة هؤلاء الحكّام أو موالاتهم التّامة ليهود، ويؤكّد على كذبهم ونفاقهم تجاه الأرض المباركة فلسطين وتفانيهم في تمليكها ليهود.


منذ قيام دولة يهود في عام 1948 وبدء تدفق اللاجئين الفلسطينيين إلى البلدان المحيطة بها، وخصوصا دول الطّوق، الأردن ولبنان ومصر، منذ ذلك الحين وأهل فلسطين من اللاجئين يذوقون الأمرّين في تعامل تلك الأنظمة العنصريّ معهم، فلم يتعاملوا معهم كأهل أو حتّى ملهوفين، بل كانوا وما زالوا يتعاملون معهم كغرباء غير مرحّب فيهم أبدا، ويحرمونهم من أدنى حقوقهم الإنسانيّة، إضافة إلى عدم احترام حقوقهم الأخويّة على إخوتهم وجيرانهم، بل تمّ الزجّ بهم في مخيمات، فلا ترعاهم هي، بل ترعى بعضا من شؤونهم منظّمة الأمم المتّحدة التي أوجدت دولة يهود على أرضهم، أمّا الدّول الخليجيّة، فإنّها إضافة إلى أنّها لم تقبل أيّ لاجئ فيها، فإنّها كانت وما زالت تطلب التّأشيرات من كلّ فلسطينيّ يريد العمل أو الزّيارة، وهي تأشيرات مشروطة بحسن السّير والسّلوك، وأهمّها عدم انخراط المتقدّم للتأشيرة بأيّ عمل معاد لدولة يهود، تماما كما يفعل نظام الأردن الذي لا يسمح مجرد الدّخول أو المرور لأيّ فلسطينيّ من أراضيه، إن كان متوجّها إلى أي بلد، حتّى لو كان ذاهبا لأداء الحجّ أو العمرة، إن كان من النّاشطين في أيّ نشاط ضدّ دولة يهود أو حامل دعوة نشيطاً. ومثل النّظام الأردنيّ نظام تركيا أردوغان، حيث ينزل المحتل اليهوديّ مطارات تركيا من دون تأشيرة، ويذهب ويتجوّل ويستثمر ويعمل، وكأنّه ابن البلد، في حين لا يستطيع الفلسطينيّ التّوجّه إلى تركيّا، حتّى للعلاج إلا بتقديم رزمة من الأوراق للقنصليّة التّركيّة في دولة يهود يلتمس تأشيرة علاج أو زيارة، ودفع رسوم ماليّة تصل إلى 200 دولار للزّيارة الواحدة، أمّا المغرب، فإنّ مجرّد زيارة أهل فلسطين لها حلم، لا يتحقق على أرض الواقع، فمن يريد من أهل فلسطين زيارة المغرب فإنّ عليه تقديم الأسباب التي يريد من أجلها الزيارة، وهي أسباب تعجيزيّة، يقدّمها للقنصليّة المغربيّة في الأردن، وينتظر مدة غير محدودة للرّد عليه بالإيجاب أو السلب.


إنّ اللغة "العقلانيّة" التي يحاول حكّام العرب التّحلي بها، تفضحها أفعالهم الدّنيئة مع بيت المقدس وأكنافه ومع أهلها، فهم منافقون من ذوي الوجهين، وكلامهم "العقلانيّ" صحيح فقط في حقّ دولة يهود وفي التّعامل معها، بينما هو كذب ودجل في حقّ الأرض المباركة وأهلها، وهم يستخدمون هذه اللّغة لتبرير خياناتهم للأرض المقدّسة وتطبيعهم مع المغضوب عليهم من الله، ومحاولة استغباء أو استحمار شعوبهم الإسلاميّة التي تتوق لليوم الذي تقاتل فيه يهود وتقتلهم. وقد بات واضحا في الآونة الأخيرة تضييق دولة يهود وهذه الأنظمة ومعهم سلطة عباس، على أهل فلسطين، في معيشتهم وتنقلهم، في حلهم وترحالهم، حتى يقبلوا بأيّ حلّ لقضيتهم، حتّى لو كانت بإقامة دولة على أقلّ من 20 في المئة من أرضهم، كما نصّت عليه اتفاقيّة أوسلو الخيانيّة، في رسالة واضحة أنّهم جميعا يريدون فناء هذا الشّعب أو تطفيشه من بلاده حتى تخلو الأرض المباركة ليهود، ولكن كفر هذه الأنظمة وهؤلاء الحكّام بالله القاهر الجبّار هو الذي جعلهم يركنون إلى الشّيطان وجنده، وما هي إلّا لحظة كلمح البصر لا تتعدى أمر الله بين الكاف والنّون، حتّى تنهض الأمّة من كبوتها، فتطيح بعروش هؤلاء المنافقين، وتدوس عليهم، وتقيم الخلافة على منهاج النّبوّة، فتجيّش الجيوش وتقتل يهود وتحرر فلسطين من دنس يهود. عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: «تَقْتَتِلُونَ أَنْتُمْ وَيَهُودُ حَتَّى يَقُولَ الْحَجَرُ يَا مُسْلِمُ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي تَعَالَ فَاقْتُلْهُ» رواه مسلم.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر – باكستان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع