- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الرئيس الأمريكي ترامب يعفو عن مجرمي الحرب خلال فترة حكمه الفاشلة
(مترجم)
الخبر:
في جولة عفو جريئة قبل عيد الميلاد، منح الرئيس ترامب العفو يوم الثلاثاء لشخصين اعترفا بالذنب في تحقيق المستشار الخاص في روسيا، وأربعة حراس من بلاك ووتر أدينوا فيما يتعلق بقتل مدنيين عراقيين وثلاثة أعضاء جمهوريين سابقين في الكونجرس. (نيويورك تايمز، 24 كانون الأول/ديسمبر 2020). كما أن العراقيين محاصرون بعد أن أصدر الرئيس ترامب عفوا عن أربعة متعاقدين مع شركة بلاك ووتر أدينوا بقتل مدنيين في بغداد عام 2007. (تي آر تي، 24 كانون الأول/ديسمبر 2020).
التعليق:
خلفت المجزرة التي نفذها مرتزقة بلاك ووتر ما لا يقل عن 14 مدنيا عراقيا قتيلا و17 جريحا في ساحة النسور ببغداد عام 2007. أصدر الرئيس الأمريكي ترامب عفواً عن مجرمي الحرب، وهذه ليست المرة الأولى التي يمنح فيها ترامب العفو لقتلة مأجورين. فقد أصدر قبل ذلك، عفواً عن إدوارد غالاغر، وهو جندي في البحرية أدين بارتكاب جرائم حرب مروعة في الموصل. وفي وقت لاحق رحب ترامب بغالاغر وزوجته في مار الاغو. بجسب (الواشنطن بوست) وتعليق واحد من مقابلة في الشوارع العراقية أثبت أن الرئيس الأمريكي أظهر أن الولايات المتحدة احتلت هذا البلد ولم تحرره. (تي آر تي)
لن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي تتعامل فيها الحكومات الغربية مع الأساليب المخادعة لتحقيق أهداف سياسية من خلال شركات "أمنية" خاصة مستأجرة، أشهرها بلاك ووتر، والتي تتلقى رواتب مربحة مقابل الاغتيالات وغيرها من الوسائل لتحقيق أهداف سياسية خارج رادار الحكومة الرسمي. التنسيق الدقيق اللازم لتنفيذ مثل هذه اللوجيستيات متاح فقط من خلال المخابرات الحكومية والتخليص الجمركي.
يُظهر عفو ترامب عن هؤلاء القتلة في بلاك ووتر أن هؤلاء ليسوا أفراداً يعملون، بل مؤسسة صممت بعناية السياسة الخارجية التي تسمح لهم بإحضار شركات خاصة للقيام بالأعمال القذرة لتجنب تهم الجرائم الدولية، وعندما يتم كشف الجرائم يسقط مرتزقة القطاع الخاص والحكومة التي استأجرت الشركات لا تتضرر. إذا كان بإمكان عامة الناس الجمع بين أمرين، فكيف تتهرب الحكومات من المحاكم الدولية؟ وأين العدل للأرامل والأيتام؟
أدت العقوبات التي فرضتها أمريكا وبريطانيا، وهي الأكثر قسوة في التاريخ الحديث، إلى مقتل مئات الآلاف من المدنيين العراقيين خلال تسعينات القرن الماضي. لكن الأمر كان يستحق ذلك، كما قالت مادلين أولبرايت في برنامج 60 دقيقة (الفوسفور الأبيض)، وهذا يدل على الكراهية التي يحملها الكفار للإسلام والمسلمين وما تخفيه قلوبهم أشد ظلاما وحقدا. وسيظل المسلمون فريسة تتغذى عليها الضباع حتى يستيقظ العملاق النائم، الإمام الذي سيحاسب جرائم دولة تلو الأخرى التي تعمل ضد الأمة الإسلامية. الأنظمة الكافرة ستحتقر المسلمين دائماً وستستخدم أي شعار لاغتصاب بلاد المسلمين. وشعار "حقوق الإنسان" هو غطاء لكل الجرائم التي يرتكبها الغرب الكافر خاصة الولايات المتحدة سواء أكانت في العراق أو في أفغانستان... لكن يتحقق هذا فقط بتواطؤ العملاء حكام المسلمين، فما هو رد فعل الحكومة العراقية على عفو ترامب عن هؤلاء القتلة؟ وما هو رد فعل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي؟ لكن في الوقت الحالي، سيحاول ترامب تسجيل العديد من النقاط مع المستفيدين منه خلال فترة حكمه الفاشلة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
منال بدر