الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
لن يُوقف شلالات الدماء إلا دولةُ الخلافة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لن يُوقف شلالات الدماء إلا دولةُ الخلافة

 

 

 

الخبر:

 

لقي 13 شخصاً مصرعهم وجرح 34 آخرون في تجدد للصراع المسلح حول الأرض بين قبيلتي المساليت والفلاتة في محلية قريضة بولاية جنوب دارفور. وأوردت وكالة السودان للأنباء أن والي ولاية جنوب دارفور موسى مهدي وقف على الأحداث التي شهدتها مدينة قريضة التي تبعد نحو 85 كيلومترا جنوب مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور من خلال زيارة قام بها برفقة لجنة أمن الولاية. وعقدت لجنة أمن الولاية اجتماعا طارئا مع القادة العسكريين والمحليين بمنطقة قريضة مشددة على ضرورة اتخاذ التدابير الأمنية والقانونية لحماية المدنيين وملاحقة الجناة. ودعا الوالي موسى مهدي الناس لمساعدة اللجنة بتقديم المعلومات والأدلة، وأضاف قائلا: "إن عهد مؤتمرات الصلح قد انتهى وجاء عهد تنفيذ القانون". وشهدت منطقة قريضة بولاية جنوب دارفور في وقت سابق 7 أحداث دامية بين القبيلتين خلفت أعداداً من القتلى والجرحى في العامين الماضيين.

 

التعليق:

 

إن تكرار هذا المسلسل أصبح معتاداً من كثرة حدوثه، في ظل نظام يفقد هيبته عند الناس، نظام لا يُنظر له نظرة احترام ولا تقدير، ولم يستطع وضع حل جذري لمثل هذه النزاعات القبلية التي هي في ازدياد مستمر. ولأن الدولة ليست جادة في الحل الجذري لمثل هكذا مشكلات، فلا تهمها هذه الشلالات من الدماء، وهي ليست حريصة أو مهتمة بشيء إلا بالحفاظ على كرسي معوج القوائم.

 

إن الخاسر في مثل هذه الحروب هو إنسان هذا البلد الذي وقع في مصيدة الكافر المستعمر الذي يسعى دوما لزرع مثل هذه الفتن التي لا تبقي ولا تذر، فالأصل فينا نحن المسلمين أن نكون واعين وأن نسير في هذه الحياة على هدى من الله تعالى ورسوله الكريم ﷺ ونجعل أحكامه نصب أعيننا، نسارع إلى رضاه ونجتنب سخطه علينا، وهذه الدماء التي تسيل تُغضب المولى عز وجل وتورد القاتل والمقتول المهالك وبئس المصير، قال تعالى: ﴿وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً﴾.

 

وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله ﷺ: «لَنْ يَزَالَ الْمَرْءُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ، مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً». وعن البراء بن عازب، أن رسول الله ﷺ قال: «لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ»، فهل بعد هذا التشديد والوعيد من الله ورسوله يتجرأ أحد على قتل النفس المحرمة؟!

 

وليعلم أهل السودان أنه لا استقرار ولا أمن ولا طمأنينة، وهذا الاقتتال القبلي سيظل يدور، ما دامت مثل هذه الأنظمة قائمة وفي ظل عدم وعينا على عقيدتنا وتفويتنا الفرصة على أعداء الله تعالى، ولن تستقر الأوضاع ولن يتوقف العبث إلا بقيام دولة مبدئية تقوم على عقيدة أهل السودان وتقضي على الصراع المحموم من أجل السيطرة والنفوذ الغربي الاستعماري، وهذه الدولة هي دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي ستعيد هذه القبائل إلى وضعها الطبيعي الذي حدده رب العزة سبحانه القائل: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ ثم تقوم الدولة بواجب الرعاية من صحة وتعليم وأمن وتمكين الناس من الزراعة والصناعة وفتح مسارات الرعي حتى لا يحدث احتكاك بين المزارعين والرعاة. وبالجملة تعود الحياة حياة إسلامية يهنأ فيها الناس بالأمن والطمأنينة وتقطع أيدي العابثين دون هوادة، وهذا هو الذي يجب أن يصل له جميع أهل السودان حتى يخرجوا من صندوق الكافر المستعمر ويدخلوا في طاعة الله كما قال الله سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الأستاذ عبد الخالق عبدون

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

آخر تعديل علىالأحد, 03 كانون الثاني/يناير 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع