- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد تفجيرات مطار عدن، الرياض تتلقى صفعةً أخرى في معسكرها في شقرة
الخبر:
انفجار عنيف يهز مقر اللجنة السعودية في شقرة أبين. (صحيفة عين العرب).
التعليق:
سعت الرياض حثيثةً لإخضاع أطراف النزاع في جنوب اليمن لتنفيذ اتفاق الرياض، الذي تم التوقيع عليه في تشرين الثاني/نوفمبر 2019م، إلا أنه منذ ذلك الحين، وطرفا النزاع في جنوب اليمن (حكومة عبد ربه هادي والمجلس الانتقالي) يعرقلان تنفيذه، إلا أن الرياض ظلت مصرةً على تنفيذه بتضييق الخناق على قياداتهما المقيمين في الرياض وأبو ظبي، وأرسلت السعودية قواتها إلى شقرة تحت مسمى لجنة الوساطة للإشراف على تنفيذ اتفاق الرياض، وأجبرت عبد ربه هادي على تشكيل حكومة تشمل داخلها وزراء تابعين للمجلس الانتقالي المصنوع والمدعوم من الإمارات.
ذلك أن اتفاق الرياض يجعل لجنوب اليمن ممثلاً واحدا هو حكومة هادي، بدلا من اثنين (حكومة هادي والمجلس الانتقالي) في المفاوضات المزمع عقدها مع الحوثيين للحل السياسي للأزمة اليمنية. هذا ما أرادته أمريكا ونفذته السعودية لها عن طريق ما أسموه اتفاق الرياض، إلا أن المنافس القوي لأمريكا وهو بريطانيا، يدعم وجود المجلس الانتقالي كمليشيا عسكرية لها قوة في الجنوب وخصوصاً العاصمة المؤقتة عدن، مماثلاً للمليشيا الحوثية التي تستولي على معظم الشمال وخصوصاً العاصمة صنعاء، وبهذا يصبح لبريطانيا ممثلون للجنوب، حكومة هادي والمجلس الانتقالي، في مفاوضات الحل السياسي مع الحوثيين، وبهذا تكون لها حصتان في النفوذ والثروة في البلاد، مقابل حصة الحوثيين لأمريكا الداعم السياسي لهم بوصفهم حكومة أمر واقع.
وفِي يوم الفصل ومع عودة حكومة هادي المدمج داخلها المجلس الانتقالي، تم توجيه الضربة الأولى لعرقلة تنفيذ اتفاق الرياض وهي تفجيرات مطار عدن، التي تأكد يوماً بعد يوم وقوف الإمارات خلفها، ولم يمضِ يومان بعد ذلك حتى أتى انفجار شقرة في مقر القوات السعودية التي من المفترض أن تشرف على تنفيذ اتفاق الرياض، ولا يوجد في شقرة إلا جهةٌ أمنية واحدة هي قوات المجلس الانتقالي التابع للإمارات. وبهذا يتضح التنافس المحموم بين المتصارعين على النفوذ والثروة في اليمن وهما قطبا التنافس الرأسمالي في العالم أمريكا وبريطانيا؛ أمريكا معتمدةً على الوجود الحوثي في الشمال، وعلى قيادة السعودية لما يسمى التحالف العربي في اليمن. والإنجليز معتمدين على حكومة عبد ربه هادي والإمارات عن طريق مجلسها الانتقالي.
ولا يعني الكافر المستعمر نفسه أبداً بسيل الدم النازف في اليمن ولا الدمار الذي يلحق به، وكذلك تفعل أدواته المحلية، ومن يدفع تلك التضحيات هم أهل اليمن في حرب عبثية لا يعرفون لم يتقاتل أهل البلد الواحد والدين الواحد فيما بينهم!
إن الحل الوحيد للأزمة اليمنية يتلخص في نزع القضية من أيدي القيادات المحلية المرتبطة بالكافر المستعمر (أمريكا وبريطانيا) وتسليمها لأبناء اليمن المخلصين العاملين لحلها وفق أحكام الشرع، وبتنفيذ شرع الله يتم حقن الدماء وحفظ كرامة أهل اليمن وصون ثرواتهم التي تسرق من بين أيديهم وتذهب لأعدائهم.
﴿وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله باذيب – ولاية اليمن