السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إفلاس إدارة بايدن

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إفلاس إدارة بايدن

 

 

 

الخبر:

 

صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان بأن الإدارة الأمريكية الجديدة ستعمل مع (إسرائيل) للبناء على اتفاقيات التطبيع الإقليمية، وجاء ذلك خلال أول اتصال هاتفي له مع نظيره مائير بن شبات يوم السبت، حيث أبلغ سوليفان نظيره في كيان يهود أن "إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن ستعمل عن كثب مع (إسرائيل) بشأن قضايا الأمن الإقليمي والبناء على اتفاقيات التطبيع الإقليمية". وقبل يوم واحد من تنصيب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة، قال وزير الخارجية الأمريكي الجديد أنتوني بلينكين إنهم خلال توليه الوزارة "سيبقون على السفارة الأمريكية في القدس المحتلة، ويواصلون اعترافهم بالمدينة عاصمة لـ(إسرائيل)، ويلتزمون بحل الدولتين". (الأناضول)

 

التّعليق:

 

بعد أن علّق الكثير من المراقبين والحلفاء والأتباع والعملاء…، آمالهم على إدارة بايدن بعيد رحيل إدارة ترامب من البيت الأبيض، ظنا منهم أن القضايا المحلية والدولية ستدار من رجل منفك عن صنّاع القرار في أمريكا (أصحاب الشركات العابرة للقارات)، بعدها سرعان ما تبددت تلك الآمال، وخيبهم بايدن وإدارته خلال أول الأعمال التي باشروها وغيرها مما أعلنوا العزم على إتمامها. بالرغم من القضايا والملفات التي وقع عليها بايدن حال تسلمه مفتاح البيت الأبيض محاولا كسب المزيد من التأييد، فقد كانت قضايا ثانوية ليست ذات بال، من مثل التوقف عن بناء جدار العزل العنصري بين أمريكا والمكسيك (بدل هدم ما تم بناؤه!)، والعودة إلى منظمة الصحة العالمية، واتفاقية المناخ، والسماح للمسلمين من الدول التي حظرها ترامب من دخول أمريكا…الخ، أما السياسات الرئيسية التي أقرتها إدارة ترامب، وذات الوزن الحقيقي، فلم يلغ بايدن أيا منها أو يعلّق العمل بها، من مثل العلاقة مع الصين، والتعرفة الجمركية على البضائع الصينية، والإنفاق في حلف الناتو، والعلاقة مع أوروبا وروسيا، والملف الإيراني والأفغاني، وما ذكر من القضايا الدولية وعلى رأسها قضية فلسطين، فلم تتحول الإدارة الحالية عن سياسة الإدارة السابقة، بل أكّدت على التزامها بما التزمت به الإدارة السابقة.

 

يجب أن يتأكد القاصي والداني أن العجز الأمريكي عن حل المشاكل الدولية والمحلية ليس مرده الأحزاب السياسية المتنازعة على البيت الأبيض، بل مرده الإفلاس الحضاري الرأسمالي، فمثلا - وبعيدا عن القضايا السياسية - فإن خطة بايدن لإنقاذ الاقتصاد الأمريكي من الانهيار لا تختلف عن مشاريع ترامب، فهو يرى أن الخروج من الأزمة الاقتصادية يكون بمزيد من خطط التحفيز، أو بعبارة أخرى زيادة طباعة الدولار وإغراق البلاد في مستنقع الديون الذي بلغ آذان الناس. أما تعامل إدارة بايدن مع جائحة كورونا فكان بالترويج للقاحات التي أنتجتها شركات الأدوية الأمريكية التي وقعّت العقود مع إدارة ترامب مسبقا، أي أن دور بايدن هو التأكد من تسويق اللقاحات التي ستجني منها الشركات مليارات الدولارات، بصرف النظر عن مدى حاجة الناس الحقيقية لها. وكذلك لم تجد أي من الإدارتين السابقة والحالية علاجا لمشكلة البطالة العالمية، والذين ازدادوا بأكثر من 255 مليون فاقد لوظيفته بفضل تدابير مواجهة كورونا!

 

إنّ العالم بأسره - ومنه المسلمون - بحاجة لرؤية حضارية شاملة مختلفة تماما عما هي عليه الحضارة الغربية المفلسة، وهي رؤية الإسلام التي تقوم على إحقاق الحق وإبطال الباطل، وتسخير الغالي والنفيس في سبيل القضايا المحورية، مثل تحرير فلسطين وكشمير وأفغانستان والعراق، وحل المشكلة الاقتصادية عالميا من خلال التوزيع العادل للثروات بين الناس، وهذا غيض من فيض. ﴿أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال المهاجر – ولاية باكستان

آخر تعديل علىالخميس, 28 كانون الثاني/يناير 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع