الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إيران فزاعة الجبناء

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إيران فزاعة الجبناء

 


الخبر:


أكد وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن أن بلاده لن تعود إلى الاتفاق النووي الإيراني إلا بامتثال طهران للالتزامات التي تعهدت بها في الاتفاقية أولاً، مشيراً إلى أنها بعيدة جداً عن ذلك حالياً ومضيفاً أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان واضحاً بشأن هذا الأمر. (سي إن إن عربي)


التعليق:


لقد اكتفى العالم منذ زمن من هذه المسرحيات المكررة بين أمريكا وإيران؛ تارة يعدّونها العدو المشترك الذي يجب على جميع حلفائها أن يقفوا في وجهها، وتارة يصفونها بالوحش القادم الذي يهدف للقضاء على أنظمة الشرق كافة وقلب أنظمة دول الخليج العربي، وتارة أخرى يرهبون العالم من قنبلة نووية إيرانية الصنع، فلماذا كل هذا التهويل لدولة لا تملك أمرها فعلا؟!


بل إنها سياسة إيجاد العدو المشترك والفزاعة التي تجعل الأنظمة المتهالكة في الشرق الأوسط تتكاتف مهرولة حتى تحتمي في حضن أمريكا حتى تنقذهم من هذا البعبع المخيف، فيتسارع هؤلاء العملاء من أجل تقديم الولاء لسيدهم في البيت الأبيض حتى يرضى عنهم.


إن الواضح لكل عاقل أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة سواء أكانت ديمقراطية أم جمهورية تستغل الفزاعة الإيرانية ضد الأنظمة العربية أوروبية الولاء من أجل الضغط عليها وجعلها تسير وراء المخططات والأوامر الأمريكية، أما عن الدول العربية أمريكية الولاء فهي تعلم أخواتها في العمالة الأمريكية علم اليقين وتعلم مدى ولاء إيران لأمريكا، فحقيقة الأمر أنهم لا يكترثون ولا يشغلون بالهم بما تقوم به إيران من أعمال ومخططات بل يحرصون على إقامة علاقات سياسية واقتصادية معها.


على صعيد آخر فإن ما تقوم به إيران من أعمال وسياسات في سوريا ولبنان والعراق هي أعمال متفق وموافق عليها من الإدارة الأمريكية، وهذا أمر لا يختلف عليه عاقلان، فدوران إيران في فلك أمريكا هو من المعلوم من السياسة بالضرورة، فأعمالهم شاهدة على هذا الأمر، وما هذه التصريحات من الإدارة الأمريكية الآن إلا للاستهلاك الإعلامي في محاولة منهم لتسويق أنفسهم على أنهم حمامة السلام المنتظرة وما هم إلا غربان، أينما حلوا أوجدوا الخراب الدمار والقتل والدماء.


وقد يتبادر للأذهان الآن سؤال يدور حول علم الجميع بحقيقة علاقة إيران بأمريكا، فإذا كان الحال كذلك فهل يجهل عملاء بريطانيا في المنطقة هذا الأمر؟! إن الحقيقة أنهم لا يجهلون هذا الواقع ولا ينكرونه ولكنهم يعلمون بأن هذه المسرحية لا يستطيع أحد إخراجها أو التدخل في تفاصيلها إلا صناع السياسة في البيت الأبيض، ومن جانب مهم آخر أيضا أنهم لا يأمنون جانب أمريكا بل يخشون النهاية التي لا يعلمونها ولا يستطيعون توقعها ولا توقع ما يدور في عقل المخرج في البيت الأبيض أصلا، فأصبحت الخيارات بين أيديهم هي إما أن يبقوا متفرجين ينتظرون مصيرهم الأسود أو أن يشاركوا في هذه المسرحية حتى يبقى لهم بعض ما يحفظون به ماء وجوههم، شعارهم الجبن والجهل في أمرهم هذا.


إن الحل الأصلي والجذري لا يكون إلا عندما نقوم بصناعة أحداثنا بأيدينا لا بأيدي أعدائنا، وإن الأمر لن يصح ولن يستقيم إلا عندما يصبح لنا دور قيادي في صناعة الأحداث بدل انتظارها والبقاء في دور التابع الذليل الذي لا يملك إلا تنفيذ ما يُملى عليه، إن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا بإيجاد قيادة مخلصة ومنهج حياة منقذ للبشرية من أمثال هؤلاء الرويبضات وأسيادهم، وإن هذا لكائن رغم أنوفهم جميعا قريبا بإذن الله، فيعز الإسلام وأهله ويذل الكفر وأهله.

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح – أمريكا

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع