- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لا عدالة في الأنظمة الوضعية فهي ليست سوى خادمة لمصالح ذاتية
(مترجم)
الخبر:
نائب الرئيس الأمريكي والرئيس (الإسرائيلي) يقولان إن المحكمة في لاهاي ليس لها اختصاص قضائي في هذه القضية حيث يتعهد المدعي العام بإجراء تحقيق محايد ونزيه. (الجزيرة.كوم)
التعليق:
هذه شهادة دامغة على العدالة الغربية. كمالا، المدعي العام السابق في كاليفورنيا والآن النائبة التاسعة والأربعين لأفضل الدول الرأسمالية الغربية، ما تقوله يحمل وزناً ويثبت أن الغرب ليس لديه فهم لمفهوم العدالة.
العدالة في الإسلام ليست مؤطرة من خلال مصلحة ذاتية، لا يحدها ما قد يكون مفيدا لأمة معينة أو قوة معينة. ولا يمكن أن تستند العدالة إلى الربح أو تحدد بالنفعية الجغرافية السياسية، ولا يمكن تشكيلها بسرقة الأراضي.
الصواب والخطأ لا يمكن أن يتغيرا، فما هو خطأ يبقى خطأ. إذا تغيرت العدالة مع مرور الوقت، فإن جميع العقوبات السابقة ستكون غير عادلة، وبالتالي، فإن جميع الأحكام القادمة ستكون أكثر ظلما في المستقبل.
إن قتل طفل بريء أمر خاطئ، سواء أكنت ألمانياً نازياً أم ضمن نظام صهيوني فاشي، وسواء أكانت أمريكا حليفك اللدود أم لا. إن التعذيب والاضطهاد خطأ سواء أكنت عميلاً فرعونياً في مصر، أم شخصاً متواطئاً مع سجون أوشفيتز أو سجن أبو غريب أو غوانتنامو الأمريكي.
من خلال تصريحها، تقول كمالا بكل صراحة إن ذبح الأطفال المسلمين خلال الانتفاضة وتجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم والاضطهاد والقتل في فلسطين هو أمر جيد ومحق وعادل في نظر الحكومة الأمريكية وشعبها، وينبغي أن يُسمح به.
يعلن كل من الكفرة في الغرب والملحدين في الشرق أن عدالتهم متفوقة. ولكننا شهدنا المذابح في الصين والهند... والغرب يدعم بنشاط عملاءه ويؤيد عمليات القمع والقتل التي يقومون بها. لقد احتجوا على الفصل العنصري في جنوب أفريقيا منذ عقود، وخاضوا حربا ضد الفاشية في أوروبا، ومع ذلك دعموا نظام الفصل العنصري الفاشي الذي اغتصب أرض فلسطين.
إذا تُرك الأقوياء لقوتهم باستخدام أجهزتهم الخاصة، فإن القوي سيقمع الضعيف، المكر والخداع من شأنه أن يستغل الصدق والصراحة. فلو كانت العدالة يمكن أن تنهض من الجاهلية، وكان الإنسان قادراً على حماية الضعفاء ورعاية الجميع، لما كانت هناك حاجة للأنبياء. لا عدالة، ستأتي من الغرب أو الشرق أو من حكامنا العملاء.
اليوم، عاد العالم إلى ظلام الجاهلية، ويتردد صدى الشر والفساد كما في أوقات الأنبياء لوط وموسى وعيسى عليهم السلام. إن حكامنا يعتبرون كلابا لهم؛ ينبحون بحماس عندما يلجأ أسيادهم إليهم ويخنعون ويخرسون عندما يُعاقبونهم.
أرسل الله سبحانه وتعالى الأنبياء مع الهداية لإقامة العدالة الحقيقية لرعاية البشرية. فقط الدين الخاتم الذي جلبه خاتم الأنبياء والمرسلين رسول ﷺ يمكنه تحقيق العدالة وإزالة الظلم والمعاناة والفساد على هذه الأرض.
﴿وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد حمزة