- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الرأسمالية تهمل كبار السن بينما الإسلام يعتني بهم
(مترجم)
الخبر:
في يوم الجمعة الموافق 7 أيار/مايو 2021، خاطبت الرئيسة سامية سولو حسن حكماء دار السلام في مجلس مدينة ميلماني في دار السلام. وقدم كبار السن قائمة من التحديات التي يواجهونها بما في ذلك: الحصول على الرعاية الصحية، وتأخير المعاشات التقاعدية، وعدم وجود قانون حماية الشيخوخة، وما إلى ذلك.
التعليق:
أوجز كبار السن تحدياتهم التي لا تعد ولا تحصى مع الأمل في حياة أفضل بعد أن وعدت الرئيسة سامية بمعالجتها خلال فترة ولايتها. وتعود ثقافة مخاطبة كبار السن إلى حقبة الحكومة الأولى خلال رئاسة المعلم نيريري، ومع ذلك، فإن مشاكل كبار السن تتزايد يوماً بعد يوم دون أمل في معالجتها.
فيما يتعلق بالحصول على الرعاية الصحية، أصدرت الحكومة بطاقات إعفاء طبية لكبار السن، لكن لوحظ بوضوح أنهم ما زالوا يواجهون تحديات في المرافق الصحية. وأكد الشيوخ أنهم لا يحصلون على الفحوصات والأدوية المناسبة، وأن تلك البطاقات الطبية لا تسمح لهم بالحصول على العلاج في مستشفيات الإحالة والمستشفيات الإقليمية، وطالبوا الحكومة بتوسيع نطاقهم للحصول على العلاج في جميع المستشفيات.
أبدى شيوخ مدينة دار السلام الذين كانوا يمثلون السكان المسنين قلقهم المحزن بشأن المعاشات التقاعدية، في حين ردت الحكومة بأنها مستعدة لمراجعة قضية المعاش التقاعدي الشامل لكبار السن، وجلبت مرة أخرى ذريعة انهيار الاقتصاد الناتج عن آثار جائحة كوفيد-19.
فيما يتعلق بمسألة عدم وجود قانون حماية المسنين، قالت الحكومة إن السياسة الوطنية للمسنين لعام 2003 هي السياسة الوحيدة التي تتعامل مع كبار السن، وبالتالي ستسن القانون خارج السياسة الحالية لتحسين حماية المسنين.
لا يكشف هذا السيناريو سوى واقع الحكومات الديمقراطية الرأسمالية، وحكومة تنزانيا من بينها، أنها لا تهتم حقاً وجدياً بالمسنين. إذا ألقيت نظرة على جميع المشاكل المهمة التي عالجها كبار السن لكي تحلها الحكومة، فلن يعطى أي منهم الحل المناسب بل الوعود فقط.
البلد الذي يقال إنه مستقل منذ 60 عاماً حتى الآن، مع موارد طبيعية هائلة بما في ذلك أهمها، الغاز الطبيعي والمناجم، لا يمكنه توفير حتى الرعاية الصحية والمعاشات التقاعدية والأمن لسكانها المسنين القلائل.
تشير حقيقتان هنا: الأولى، وهي الاستعمار، بأن الموارد الحالية لا تفيد أهل البلد بل تستغلها الدول الاستعمارية باستخدام شركاتها الاستعمارية تحت اسم الاستثمارات.
والحقيقة الأخرى هي واقع السياسيين في ظل حكومات ديمقراطية، الذين همهم الرئيسي هو مصالحهم الشخصية إذا هجر أسيادهم الاستعماريون الغربيون رعاياهم بما في ذلك كبار السن.
إن الإسلام ملزم برعاية الشيوخ وإكرامهم ورحمتهم. وهذا شكل من أشكال إعادة الامتنان إلى كبار السن، إنه شرف ونعمة وأمر من الله سبحانه وتعالى. جاء في حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله ﷺ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنَا». حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وعن أَبي موسى قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: «إِنَّ مِنْ إِجْلالِ اللَّهِ تَعَالَى: إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبةِ المُسْلِمِ» أبو داود.
علاوة على وجوب رعاية أفراد العائلة الواحدة لآبائهم كما يؤكد القرآن على هذه المسألة في مواضع عدة: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً﴾ [الإسراء: 23-24]
ومع ذلك، إذا كان كبار السن إما ليس لديهم أطفال، أو أقارب أو أطفال فقراء لرعايتهم، فيجب على الدولة توفير جميع احتياجاتهم الأساسية والمهمة. حدث هذا عبر التاريخ في ظل الحكم الإسلامي (دولة الخلافة).
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سعيد بيتوموا
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا