- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
في سبيل تثبيت حكم الحوثيين؛ أمريكا تعمل لإيجاد حل طويل الأجل
الخبر:
أكد المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، أنه يضغط من أجل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحوثيين والتحالف العسكري الذي تقوده السعودية، وأن التزام أمريكا لا يقتصر على وقف إطلاق النار بل يمتد إلى حل طويل الأجل. (موقع الأيام الإخباري، الخميس 2021/05/20م).
التعليق:
كلما مرت الأيام والأحداث اتضحت الصورة شيئاً فشيئاً وانكشفت الأهداف المخفية لعاصفة الحزم وإعادة الأمل والتي حرصت أمريكا عبر عملائها في المنطقة وعلى رأسهم مملكة آل سعود أن تخفيها، ولم يكن الأمر خفياً على السياسيين الواعين المدركين لواقع أمتهم منذ اليوم الأول للعاصفة، ولكنه بمرور الأيام يتضح أكثر لعامة الناس أن الهدف كان تثبيت عميلها الضعيف في الشمال المتمثل في جماعة الحوثي وتسليم المناطق الجنوبية لعميلها الآخر المتمثل في الحراك الجنوبي، ولكن كعادة الإنجليز في مسايرة أمريكا حرصوا على إشراك عملائهم في الحرب الدائرة وكانت الإمارات رأس الحربة الإنجليزية وشريكة السعودية في العاصفة والأمل، ولقد كان الأمر واضحاً جلياً كذلك لزعامات الصراع بقدر ما هو مبهم لدى الأتباع، فتم تصويره لدى أتباع الحوثي أنها حرب أمريكية تولتها بنفسها وأشركت عملاءها في الحرب عليهم، وتم تصويره لدى أتباع هادي أنه لاستعادة الشرعية التي تم الانقلاب عليها وأنه طرد للنفوذ الإيراني من اليمن، وغيرها من الشعارات التي أقنعت الأتباع لدى الطرفين، وفي حقيقة الأمر إن الحرب لا تخرج عن كونها صراعاً بين مستعمر قديم إنجليزي وجديد أمريكي، وكل مستعمر له من الأتباع من يغنيه عن القتال على أرض الميدان.
ولا تخرج تصريحات المبعوث الأمريكي هذه بوقف إطلاق النار وإيجاد حل طويل الأمد عن الأهداف المرسومة في تثبيت عملاء بلاده، حيث إنها قد أفرغت قرارات الأمم المتحدة عن محتواها عبر مبعوثيها إلى اليمن خاصة بن عمر وولد الشيخ بل وأقعدتهم على كرسي السلطة، كما أنها قد استبدلت بشعار إعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب الجلوس مع المنقلبين على طاولة واحدة وصبغهم بالشرعية عبر الحل السياسي وليس العسكري الذي جاءت به عاصفة الحزم، كما أن المحادثات الإيرانية السعودية التي وصفها ليندركينج بالبناءة بالإضافة لتصريحات محمد بن سلمان "نتمنى أن يجلس الحوثي على طاولة المفاوضات للوصول لحلول تكفل حقوق الجميع.. الحوثي في الأخير يمني ولديه نزعة عروبية نتمنى أن تحيا فيه بشكل أكبر ويراعي مصالحه ومصالح وطنه" (قناة العربية، 2021/04/28م)، جميعها تصب في السياق ذاته.
ولا يبقى للإنجليز وعملائهم إلا مسايرة أمريكا ووضع العراقيل في طريقها بعد أن عجزوا عن مواجهتها، فأمريكا هي من تشعل الحرب وتوقفها في الوقت والمكان الذي تريده، وكل ما يملكه الإنجليز هو الدفاع عن مناطق سيطرتهم وتأخير سقوطها بيد أمريكا.
إن أهل اليمن يجدون أنفسهم اليوم في حرب فرضت عليهم وهم في غنى عنها، حيث المستفيد من هذه الحرب هو الغرب الكافر، فالخراب والدماء والأمراض والجهل وضنك العيش هو نصيب أهلنا في اليمن، والثروات والسيطرة نصيب العملاء وأسيادهم من خلفهم.
إن الحل والمخرج من هذا الحال السيئ الذي وصل إليه أهل اليمن يتمثل في إعادة الحكم بما أنزل الله بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، حينها فقط تُقطع يد الأجنبي ويتوقف عبثه وإجرامه، وتُحرَّر البلاد وينعم العباد بخيرات بلادهم ويفوزون في الدارين، وإن حزب التحرير يعمل بين أبناء أهل اليمن والأمة جمعاء لتحقيق ذلك فكونوا خير معين وتيقنوا أن النصر من الله وحده ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّار﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هشام باعباد – ولاية اليمن