الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هوان أمريكا بين تحدي ألمانيا وتحدي الأمة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هوان أمريكا بين تحدي ألمانيا وتحدي الأمة الإسلامية

 

 

 

الخبر:

 

أعلن الرئيس الأمريكي بايدن يوم 2021/5/25 أنه أعفى شركة السيل الشمالي الروسية الأوروبية المشتركة من العقوبات التي فرضت عليها على عهد ترامب بسبب معارضة أمريكا لمد خط أنابيب غاز من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق الذي بدء العمل به عام 2018، وقال بايدن للصحفيين تعليقا على قراره بشأن السيل الشمالي: "إنه منجز تقريبا، وإن المضي قدما في العقوبات الآن غير بناء بالنسبة لعلاقاتنا مع أوروبا حسبما أعتقد".

 

التعليق:

 

لقد واصلت أمريكا على عهد ترامب ضغوطاتها على ألمانيا وفرضت عقوبات على الشركات التي تتعامل مع هذا المشروع، وجاءت إدارة بايدن لتواصل ضغوطها حتى كادت أن تفرض عقوبات على الصندوق الألماني المموِّل للمشروع كما ذكرت الأخبار الألمانية، وفضح الألمان هذه الضغوطات وأن أمريكا تريد منهم شراء الغاز الأمريكي عبر ناقلات للغاز وبكلفة أعلى وبجودة أقل. فرفضت ألمانيا ذلك والتوقف عن مشروعها رغم العقوبات والضغوطات. حيث لم يتبق سوى نحو 80 كلم كما ذكرت الأخبار مؤخرا من أصل 1224 كلم تحت المياه في بحر البلطيق. ولهذا أشار الرئيس الأمريكي إلى أن المشروع أصبح منجزا تقريبا وكأنه يقول أصبح أمرا واقعا لا نستطيع عرقلته ولنحرص على مصالحنا مع ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية الداعمة للمشروع حتى لا نخسرها ومن ثم ننفضح عندما لا تأتي ضغوطاتنا وعقوباتنا أكلها وقد أنجز المشروع رغما عنا! ولهذا لنقل إننا موافقون على ما يفعله الأوروبيون ولكننا غير موافقين على ما يفعله الروس فنبقي العقوبات عليهم.

 

علما أن الرئيس الأمريكي بايدن كان قد صرح يوم 2021/5/15 قائلا: "أنا أعارض خط السيل الشمالي-2 منذ فترة طويلة". وجاء آخر ضغط أمريكي على لسان وزير الخارجية الأمريكي بلينكن يوم 2021/5/19 حيث أعلن أنه بحث مع نظيره الألماني هايكو ماس تلفونيا: "أهمية تمسك الولايات المتحدة بالتعاون مع الحلفاء والشركاء لمواجهة الجهود الروسية الرامية لتقويض أمننا المشترك" مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة تعارض مشروع خط أنابيب السيل الشمالي-2" وأكد على "أهمية التعاون عبر المحيط الأطلسي للتعامل مع التحديات التي تمثلها الصين وروسيا واتخاذ الإجراءات للمساعدة في وقف التصعيد في الشرق الأوسط وكذلك ضمان انسحاب القوات من أفغانستان بشكل منظم". وبعد يوم من هذا التاريخ بدأ الموقف الأمريكي يتبدل بالإعلان عن تخليها عن فرض عقوبات على شركة السيل الشمالي -2 ولكنها أبقت العقوبات على عدد من المؤسسات والشركات والسفن الروسية المشاركة في تنفيذ المشروع.

 

فبعد مرور أيام قليلة تضطر أمريكا إلى أن تتخلى رسميا عن معارضتها وترفع عقوباتها بسبب إصرار ألمانيا على إتمام المشروع الذي كلف أكثر من ثمانية مليارات يورو، فأية دولة تفكر في مصالحها الحقيقية قادرة على أن تتحدى أمريكا، ويُظهر هذا التحدي من ألمانيا مدى الوهن الذي أصاب أمريكا حيث ضعف تأثيرها ولا تستطيع أن تفعل أكثر من العقوبات، فتعمل على مراضاة ألمانيا وأوروبا حتى لا تفلت من يدها نهائيا وحتى لا تنفضح عندما تصبح العقوبات غير مجدية وتصر الدول الأخرى على تحديها، وهي تظهر حاجتها إلى أوروبا، وهي تواجه تحديات من الصين وروسيا وما يجري من تغيرات في البلاد الإسلامية التي تشهد حركة تحريرية من الأمة للتخلص من ربقة الاستعمار بإسقاط الأنظمة التابعة لأمريكا وللغرب والعودة إلى ما كانت عليه من عز وسؤدد في ظل حكم الإسلام.

 

فالأمة الإسلامية في ظل دولة تحكمها بشرع الله هي أقوى من ألمانيا بل من كل دول أوروبا. فهي قادرة على أن تتحدى أمريكا وتقف في وجه ضغوطاتها وعقوباتها وتهديداتها، بل إن أمريكا لم تعد تجرؤ على مهاجمة هذه الأمة فقد خسرت أمامها المعارك العسكرية في أفغانستان والعراق والصومال. ولولا حفنة من العملاء والأنظمة المرتبطة بها لكانت هزيمتها ساحقة مدوية تهوي بها في واد سحيق. فالأمة لا ينقصها إلا هذه الدولة المبدئية، فقد كسرت حاجز الخوف واستعدت للتضحية وقدمت التضحيات ولديها وحدة المشاعر وقد ارتفع الوعي لديها وسيبقى يرتفع حتى يتكامل، وتصبح نظرتها من زاوية عقيدتها الإسلامية، وأحداث الأقصى وحي الشيخ جراح ومعارك غزة وتفاعل الأمة من مشارقها إلى مغاربها مع تلك الأحداث واستعدادها للتضحية هو دليل على كل ما ذكرناه. ولدى هذه الأمة قيادة سياسية مخلصة واعية كحزب التحرير على وشك أن تستلم زمام الأمور بإذن الله لتقيم صرح دولتها دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة. وعندئذ لا غالب لها بإذن الله ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ‏﴾، ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ‏﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أسعد منصور

آخر تعديل علىالسبت, 29 أيار/مايو 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع