- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
متى نعود لصناعة التاريخ
فنقيم احتفالات النصر عوضا عن إحياء ذكريات القهر؟!
الخبر:
كازاخستان تحيي ذكرى ضحايا "القمع السياسي والنفي والجوع" التي انتهجتها الحكومة السوفيتية في النصف الأول من القرن العشرين وتسببت في: ظهور حادثة "الجوع الكبير" وفقدان حياة 70 بالمئة من السكان. (وكالة الأناضول، 2021/05/31م)
التعليق:
منذ هدم دولة الخلافة وتفرق المسلمين كالأيتام على مآدب اللئام ونحن نتجرع المآسي ونعيش الآلام والمعاناة بكل أشكالها! فبلادنا اغتُصبت وكرامتنا انتهكت ودماؤنا سالت شلالات ولا تزال... فمتى نستعيد هيبتنا وننتقم ممن تغول علينا؟!
أما آن لنا أن نتحول من رد الفعل إلى صناعة الحدث، ومن البكاء على الأطلال إلى بناء الصروح والأسوار؟!
لا بأس بإحياء الذكريات الأليمة إن قُصد بها تحفيز الأمة لاسترداد الحقوق والانتقام من الظالمين، إن كانت لجمع الكلمة من أجل النهوض من جديد واستعادة السلطان المفقود لاستعادة الكرامة والهيبة الضائعة وإرهاب الأعداء وجعلهم يندمون على اليوم الذي تجرؤوا فيه على ظلمنا فأسالوا دماءنا واغتصبوا أراضينا وأهدروا عامتنا. أما أن نتذكر هذه المحن ثم نكتفي باسترجاع الحزن والدموع، والرضا بالواقع الذي أُجبرنا على عيشه تحت أنظمة حكم الكفر التي يطبقها علينا العملاء المأجورون فهذا هو العمل الذي لا يجدي والغباء الذي ما بعده غباء.
آن لنا والله أن نعدل المسار ونصوب البوصلة؛ فالذكريات ملأت الصفحات وما عاد من مزيد؛ القوقاز وكازاخستان وتتارستان وتركستان الشرقية والبوسنة والهرسك وكوسوفو وأراكان وكشمير والهند وأفريقيا الوسطى وفلسطين... وغيرها من البلاد التي أصبح أهلها فيها غرباء ومغرّبين.
اللهم أنر بصائر الأمة وأهل القوة والمنعة فيها خاصة لينعتقوا من عقالهم ويكسروا قيودهم فيسقطوا عروش العملاء ويهدموا بنيانهم من القواعد ويعيدوها خلافة راشدة على منهاج النبوة؛ لنعود لصناعة التاريخ من جديد، وبدل إحياء الذكريات الأليمة نعود للاحتفال بالانتصارات المجيدة والفتوحات العظيمة وقبلها الاحتفال باستعادة المسلوب وإغاثة الملهوف والمقهور.
وما ذلك على الله بعزيز
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسماء الجعبة