- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مستثمر يُهين العاملات ويتمادى في استغلالهنّ وتعنيفهنّ
الخبر:
كلام بذيء وخمر وسبّ جلالة... في هذه الظّروف تشتغل عاملات بمعمل الخياطة بمنطقة الباطن بالقيروان وسط تونس تحت إشراف مشغّل إيطاليّ.
أحد المسؤولين الإيطاليّين أقدم الخميس 27 أيار/مايو على الاعتداء بالعنف الشّديد على مسؤول نقابيّ ومجموعة من العاملات بالعصيّ وآلة حادّة ما تسبّب لهنّ في كسور وإصابات متفاوتة الخطورة استوجبت نقل اثنتين منهنّ إلى المستشفى وإحداهنّ وصفت حالتها بالخطيرة لأنّها حامل.
الكاتب العام للاتّحاد الجهويّ للشّغل بالقيروان السّيد السّبوعي أكّد، في تصريح لبوّابة تونس الجمعة 28 أيار/مايو، أنّ المسؤول الإيطاليّ عنّف العاملات والكاتبة العامّة للاتّحاد عندما بلغن احتجاجهنّ على معاملته لهنّ.
وأضاف السّبوعيّ أنّ المشغّل الأجنبيّ استغلّ ضعف القوانين الرّقابيّة التي تحمي العمالة واستهان بالقانون التّونسيّ والدّوليّ لممارسة غطرسته على سيّدات المصنع. كما أشار إلى أنّ المشغّل الإيطالي استغلّ ضعف القانون التونسيّ وتساهله خاصّة مع المستثمرين الأجانب. (بوّابة تونس، 2021/05/28)
التّعليق:
"يعاملنا بتعالٍ وقلّة احترام ويهدّدنا بالعنف مع وابل من الكلام البذيء وسبّ الجلالة" هذا ما صرّحت به زهرة إحدى العاملات في هذا المصنع وأردفت قائلة: "بلغ بالمشرف على العمل في المعمل أنّه يتجوّل بين العاملات وبيده قارورة خمر"، كما روت زهرة حادثة اعتدائه الخميس على عاملة حامل بدفعها والدّوس بحذائه على بطنها ما عرّضها وجنينها للخطر وهي بالمستشفى حاليّا.
كيف يُقدِم مستثمر أجنبيّ على القيام بمثل هذه الانتهاكات في بلد استقبله وشجّعه على الاستثمار فيه لو لم يكن متأكّدا أنّه لن يحاسب وأنّه محميّ و... بقوانينها؟! كيف يتجرّأ على حرائر بلاد استضافته لو لم يكن على يقين أنّه القويّ في بلد ضعيف لن يردّها عليه؟! فأين الدّولة ونفوذها وسيادتها لتذود عن أهالي البلاد؟ لتذود عن المرأة التي تتباهى بأنّها قد أعطتها من الحقوق ما تحسدها عليه بنات جنسها في دول عديدة أخرى؟! أين مكتسبات المرأة التي صدعوا بها رؤوسنا وهي تُعامل معاملة سيّئة مهينة وتُنتَهك حقوقها؟ أين نحن؟!
إنّ ما أقدم عليه هذا المستثمر من انتهاكات في حقّ حرائر البلاد لا يقلّ عمّا نراه من تعدّ في حيّ الشّيخ جراح وغزّة في الأرض المباركة فلسطين، فالمحتلّ الغاصب يضرب النّساء ويعتقلهنّ ويعاملهنّ بعنجهيّة وتكبّر واستعلاء تماما مثل هذا المستثمر الذي تمادى في ممارساته القمعيّة للعاملات واستخفافه بهنّ.
مستثمر بل مستعمر متعال يحتقر أهل البلاد ونساءها ولا يكترث للقوانين ولا للأعراف ولا رادع له. إنّ وقوف الاتّحاد ومطالبته بتتبّع هذا المستثمر ومحاسبته هو ذر للرماد في العيون، فالاستثمار هو استعمار بربطة عنق أنيقة وبكلام معسول ووعود ورديّة. الاستثمار حبل غليظ يلفّ الرّقاب ويتحكّم في مصير العباد، يوهم النّاس بالحلول ويَحكم عليهم بالذّلّ والعبوديّة؛ ولذلك وجب الاستغناء والاستقلال عنه والوثوق بمقدّرات البلاد وشبابها والتّعويل على الذّات حتّى تكون في غير تبعيّة وتحقّق استقلاليّتها وذاتها.
باستثماره في بلاد المسلمين يُحكِم الغربُ قبضته عليها ويفرض قوانينه وحضارته ويملي عليها ما يريد. ويضمن استمرار حكمه فيها واستغلاله لثرواتها. فإنْ أراد المسلمون التّخلّص من هذه التّبعيّة المميتة والتّحرّر من القيود التي كبّلتهم أكثر من مائة عام، أي منذ أن هدمت دولة الخلافة التي كانت تحميهم وتذود عنهم ضدّ كلّ تدخّل أجنبيّ، فإن عليهم العمل لإقامة دولة تحكم بشرع الله وتلمّ شتات المسلمين وتردّ كيد المجرمين وتقف في وجه الأعداء.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت